قلة من المعلمين والمعلمات يدركون أهمية «التربية» قبل «التعليم»..كما يرى هادي بن عايض

زاوية الكتاب

كتب 524 مشاهدات 0

هادي بن عايض

الأنباء

مقام ومقال- أبلة جميلة يا وزير

هادي بن عايض

 

قلة من المعلمين والمعلمات يدركون أهمية «التربية» قبل «التعليم» ودور التربية الحسنة في الوصول الى مخرجات تعليم متميزة تبني الاوطان. وان كان هناك من يتخذ من التدريس مصدرا للدخل فقط الا ان هناك من يرى ان مسؤولياته أكبر وأسمى بكثير من ان يكون مجرد موظف يحصل على راتبه آخر كل شهر. هؤلاء القلة هم من يزرعون القيم والمبادئ في نفوس الطلبة وهي الكنز الذي لا يأتي في المناهج التي يدرسها هؤلاء المربون الأفاضل. فمن الجميل ان تستمع الى ابنك وهو يردد هذه القيم ويتعامل بها مع الآخرين ويذكر أنه تعلمها من معلمة لا علاقة للمادة التي تدرسها بهذا الأمر. رائع ان يصحح ابنك او بنتك بعض الاخطاء التي يشاهدها في المنزل ويرجع الأمر الى معلم او معلمة اهتما بالتربية قبل تعليم المنهج وكأن الطالب او الطالبة ابن لأحدهم. ندرك تماما ان تصرفات هذا المعلم او هذه المعلمة لم تأت من فراغ، بالتأكيد هي حصيلة تربية حسنة وبيوت طاهرة ونقية من ملوثات النفوس والحياة بشكل عام.

احد نماذج هؤلاء الأخيار «أبلة جميلة» من مدرسة ادريس جاسم ادريس الابتدائية في منطقة القصور. فرغم تدريسها لمادة محددة الا ان تربيتها وتعاملها مع الأطفال يظهر بشكل واضح في منازلهم وما ان يعجبك تصرف احدهم وتسأله يقول «علمتني ابلة جميلة». هذه المربية الفاضلة تستحق الشكر بحجم السماء من أولياء أمور الطلبة وتستحق التكريم من قبل وزارة التربية التي تحتاج الى القدوة الحسنة وتحتاج الى إعطاء المعلم ما يستحقه وتحديدا الذين يدركون أهمية التربية في التعليم ويخلصون في العمل بهذه الصورة المشرفة.. كم نتمنى ان نرى المعلم المثالي والمعلمة المثالية ويكون تكريمهم بمستوى يليق بهم فمثل هؤلاء التقدير المعنوي ووضعهم في الاماكن التي يستحقونها يعني لهم الكثير اكثر من اي تكريم آخر.

مثل هؤلاء يفخرون بالطلبة الذين يتعلمون على ايديهم حتى بعد التخرج ويسعدون بتميز هؤلاء الطلبة. هم من يبني الانسان وهو البناء الحقيقي لنهضة الاوطان برجال ونساء مع كل نجاح يذكرون ويرددون تعلمنا على يد فلان اوفلانة فمن منا لا يحتفظ في ذاكرته بعدد من المدرسين الذين يعترف لهم بالفضل حتى بعد مرور عشرات السنين.. أبلة جميلة وأمثالها هم الكنز الحقيقي. نتمنى من وزير التربية ان يتبنى آلية تكريم للمستحقين من المعلمين والمعلمات بطريقة تليق بهم ومختلفة عن أي تكريم سابق.... هذا ودمتم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك