خالد الطراح يكتب.. «وصايا» دبلوماسي

زاوية الكتاب

كتب 763 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- «وصايا» دبلوماسي

خالد الطراح

 

الأخ والدبلوماسي المخضرم عبدالله بشارة (أبو معتز) يكتب بانتقائية في موضوعات متنوعة، خصوصاً في ما يتعلّق بالشؤون المحلية وملفات معينة كثيراً ما تحمل المديح، بينما في الواقع هي ملفات لا تستحق الإشادة!

قرأت بتروٍ مقال الأستاذ بشارة بعنوان «وصايا الشيخ سلمان»، ووجدت نفسي أمام وصايا ليست للشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزير الشباب السابق، وإنما وصايا الأخ أبو معتز للسلطة الحكومية أو بالأحرى عتب عليها في عدم الدفاع عن وزير تحت نيران استجواب دستوري أو اللجوء إلى تكتيك سياسي، وهو ما يميل له من يعمل في الميدان الدبلوماسي.

حقيقة، استغربت من مفردات وردت في المقال «كبلاغة الشيخ سلمان في ردوده ونزعة الثأر بطرح المستحيل» من قبل الأخوة النواب المستجوبين، وهو ما لا أتفق معه، فقد سبق الاستجواب تضخيم ومبالغة بأن هناك «مفاجآت حكومية»، ولا أستبعد أن يكون الشيخ سلمان ليس على علم بهذه «المفاجآت» أو مصادر الخبر، ولكن سارت الرياح بعكس «المفاجآت» الوزارية!

للأسف، لم تكن ثمة بلاغة لغوية أو حنكة سياسية – بتقديري – لدى الأخ الشيخ سلمان، فقد جانبه الصواب في تناول الاستجواب، خصوصاً تصوره بأنه يذيع سراً عن قضية تولاها الأخ النائب الحميدي السبيعي، وهو محام يتقاضى أجراً مقابل عمله، وما تقاضاه ليس مكافأة استثنائية من الأندية خارج نطاق القانون، ولم يكن موفقاً الأخ الوزير المستقيل أيضاً في طرح هذا الموضوع تحديداً أثناء الاستجواب. وإذا كانت هناك ثمة شوائب قانونية أو دستورية، فالمسؤولية تقع على الحكومة بمؤسساتها القانونية وخبرائها الدستوريين.

لن أخوض في ملف الرياضة، لأن أخوة أفاضل كالوزير ونائب رئيس مجلس الأمة الأسبق مشاري العنجري والنائب عبدالله الرومي وغيرهم تناولوا الموضوع بإسهاب وحددوا مصادر أزمة الرياضة، وهي أزمة سياسية وليست رياضية، ولكن المحور الإعلامي وإن كان ليس رئيسياً، فقد احتوى على ما يمكن الاختلاف معه والاتفاق عليه أيضاً، خصوصاً التوسع والتضخم في قطاعات الوزارة وقرارات تعيين لوافدين من الأقارب بمبالغ خيالية بدلاً من إعادة هيكلة وزارة الإعلام وتفكيكها، وهو مشروع سبق لمجلس الوزراء اعتماده، وهذا القرار ليس سراً وإنما تم الإعلان عنه رسمياً!

واستغرب تجاهل الأخ بشارة قرار الوزير بإيقاف الأمين العام واثنين من الأمناء المساعدين عن العمل قبل التحقق من الوقائع التي كانت محل نقاش.

وإذا كان القرار سليماً، فلماذا ألغاه الشيخ محمد العبدالله وزير الإعلام بالوكالة؟

هل كتاب عن العملات في العهد الساساني مخالفة؟ وهل يفترض على المجلس الوطني تقصي تاريخ كل دار نشر وإصداراتها؟

يفترض أن يقدم الأخ بشارة، وهو شخصية معروفة بقربها من دائرة صناعة القرار السياسي، وصاياه إلى الحكومة بصراحة حتى لا تقع في مرمى عتاب وانتقاد إعلامي من قبله، بينما يسلم الشيخ سلمان من أخطائه وقرارات غير سليمة!

وأتمنى أيضاً أن يروي الأخ بشارة ملابسات الخلل الذي أصاب الهوية الوطنية والتركيبة السكانية خلال منتصف السبعينات ومصادره وتحديد المسؤول عن ذلك، خصوصاً أنها أحداث تاريخية لا تفوت على متابع دقيق مثل أبو معتز، فمثل هذه الأمور لها علاقة بملف الجنسية، الذي تناوله الأخ أبو معتز في مقال سابق.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك