الانتهازية السياسية هي السائدة اليوم.. بوجهة نظر ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 587 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- الانتهازية السياسية

ناصر المطيري

 

إن التقلب في المواقف وبيع المبادئ تحت شعارات كاذبة أصبح ظاهرة تتسم بها الحياة السياسية في عالمنا ومحيطنا الاجتماعي اليوم، بل أصبح المتمسكون بمبادئهم غرباء وربما منزوين بعيداً، أو معزولين بإرادة أقوى منهم. ما لم يكن للانسان مبدأ لن يكون له موقف نبيل، فالمبادئ هي مجموعة القيم الثابتة التي نؤمن بها، فيما المواقف هي القرارات التي ينبغي أن نبنيها على قاعدة تلك المبادئ بشرف وكرامة، أما الانتهازيون والفاسدون فهم الذين لا مبادئ لهم، فيؤسسون مواقفهم على قاعدة النفاق والكذب والدس الرخيص لكسب منافع آنية ودنيئة.

ولعلنا في هذا المقام نتمثل يقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى? مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204 البقرة)، وبذلك نقف مع معان كبيرة سطّرها الذكر الحكيم لتكون نبراساً للبشرية فيها العبرة والموعظة والنور اليقين. والآية السابقة تحمل في مضمونها معنى عميقاً يرتسم في واقع الكثير من الأزمنة والعهود عبر التاريخ، حيث يسود المنافقون في القول والعمل ممن يتلاعبون بزخرف الكلام لخداع الناس وإلباس الحق بالباطل.

المشكلة في أصلها وتأصيلها هي مشكلة أخلاقية حينما يستخف البعض بعقول الناس ويحاولون التلاعب بالقول وتسطير الكلام من اجل تسويق فكرة معينة تحقيقا لغاية مصلحية للقفز على المبادئ والقيم باتخاذ مواقف متلونة تتناسب مع متغيرات مرحلة ما.

الانتهازية السياسية هي السائدة اليوم لأن القابضين على جمر المبادئ قلة منزوية أو معزولة، وفي أدبيات السياسة تُعرّف الانتهازية السياسية بأنها: «فن اخفاء المصالح الذاتية خلف المبادئ السامية، والحسابات الصغيرة خلف العناوين الكبيرة والطروحات الوطنية».

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك