لأول مرة يخوض رئيس أميركي مواجهات على عدة جبهات داخلية وخارجية بسبب جدلياته.. برأي سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب فبراير 12, 2017, 11:54 م 391 مشاهدات 0
الأنباء
رأي-جدليات ترامب تطول النظام الإيراني
سلطان الخلف
يبدو أن ترامب لم يكتف بجدلياته التي خلفها أثناء حملته الانتخابية وشغل بها وسائل الإعلام والشعب الأميركي بل والعالم، من رفضه للعولمة إلى عدم قناعته باتفاقية باريس للحد من الانبعاث الحراري وتأييده خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع تأييده لسياسات بوتين وكيل المديح له واستعداده للتعاون معه. وواضح أنه مصمم على الاستمرار في جدلياته حتى بعد فوزه بالرئاسة وهي ظاهرة رئاسية غريبة لم تألفها الولايات المتحدة من قبل في رئيس يحاول تبديد سياسات قائمة تم الاتفاق عليها على المستويين المحلي والخارجي بعد إجراءات توافقية أخذت الكثير من الجهد والمال.
وربما هذه المرة الأولى التي يخوض فيها رئيس أميركي مواجهات على عدة جبهات داخلية وخارجية بسبب جدلياته رغم أنها تتعارض مع مصالح أميركا وتستشكل مع الدستور الأميركي. لم يكن في الحسبان أن يقف ترامب ضد مصالح الشركات التقنية الكبرى الأميركية التي تعتمد إلى حد كبير على العقول الأجنبية كغوغل ومايكروسوفت وآبل وأمازون وغيرها ويدفعها إلى إقامة دعوى قضائية ضد إجراءاته التي حتما ستتسبب في خسارتها. كما لا أتصور أن يصدر قرارا بمنع دخول مسلمي ست دول إسلامية باستثناء مواطنيها المسيحيين بعد حصولهم على سمة دخول من السفارات الأميركية بحجة حماية أميركا من الإرهاب وهو أمر يعتبره رجال القانون الأميركي وقضاته مخالفا للدستور الأميركي الذي لا يفرق بين الأديان وهو ما دفع القاضي الفيدرالي في سياتل جيمس روبرت الى تحدي قرار ترامب ثم تعليقه بل والسماح بدخول المسلمين الحاملين لسمة الدخول الأراضي الأميركية. حتى الجارة المكسيك لم تسلم من وعيده بإقامة جدار فاصل معها وإرغامها على دفع تكاليفه بحجة وقف تدفق المخدرات وعبور المتسللين منها وهو ما أثار حفيظة المكسيك وجعلها ترفض المساهمة في تكاليف بنائه والسخرية من آرائه على أساس أنها لا تناسب مفاهيم الدول الحديثة بعد انهيار جدار برلين.
لا نعلم كيف يمكن أن يستمر ترامب في مزاولة مهامه الرئاسية وهو يحارب على جبهات متعددة في الداخل والخارج ويواجه معارضة شديدة لقراراته الغريبة التي لا تزال تشغل الرأي العام الأميركي والعالمي وبالأخص حلفاءه الأوروبيين الذين يعتبرونه خطرا يهدد إنجازاتهم الاتحادية ويزيد من شعبوية اليمين القومي المتطرف. يبقى موقف ترامب من إيران يميل إلى الإصرار على مواجهتها بعد تهديده بإلغاء الاتفاقية النووية معها واعتباره إيران دولة راعية للإرهاب لا تفيد معها سياسة المهادنة التي اتبعها سلفه أوباما حيث اعتبرها فاشلة وتسببت في ظهور «داعش» في المنطقة وأصبحت تصب في صالح النظام الإيراني بشكل مباشر وتدخلاته في المنطقة، ولعل أول بوادر هذه المواجهة هو تحذير مايكل فلين مستشار الأمن القومي الأميركي إيران من تطوير صواريخ باليستية أعقبه فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني ولعل توجهه بإقامة مناطق آمنة في سورية يدخل ضمن سياسة قطع الطريق أمام التدخلات الإيرانية في سورية وهو ما يعني أن شهر العسل بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني قد شارف على الانتهاء.
***
حسب منظمة العفو الدولية وما تناقلته وسائل الإعلام العالمية منذ أيام أن نظام بشار أسد الطائفي قام بإعدام 13 ألفا من معارضيه بعد محاكمات هزلية سريعة منذ العام 2011 داخل سجن صيدنايا وهم من النشطاء السياسيين والمحامين ومجموعات المتظاهرين الذين خرجوا يطالبون بالإصلاح السياسي. وهو دليل آخر على مدى وحشية هذا النظام الطائفي يضاف إلى جرائمه التي ارتكبها ضد الشعب السوري خلال الخمس سنوات الماضية من قتل بالبراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي وتدمير المدن وتهجير السكان إلى خارج سورية. وقد تم توثيق جرائم الإعدامات ووسائل التعذيب المنظمة التي كانت تتم تحت إشراف بشار ووزير دفاعه لتصبح أدلة مادية دامغة على إدانته بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.
***
التظاهرات العراقية في البصرة التي تطالب بخور عبدالله الكويتي تأتي متزامنة مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية وهي لا تزيد عن كونها هوسات مزايدات انتخابية بين الكتل السياسية لا تقدم ولا تؤخر بعد أن حسم موضوع الخور لصالح الكويت وصار أمرا موثقا ضمن اتفاقيات ترسيم الحدود بين العراق والكويت.
لأول مرة يخوض رئيس أميركي مواجهات على عدة جبهات داخلية وخارجية بسبب جدلياته.. برأي سلطان الخلف
تعليقات