الناتو: نحتاج طلبا رسميا لمساعدة حكومة الوفاق الليبية

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس شتولنبرغ، اليوم الأربعاء، إن الحلف 'يحتاج إلى طلب رسمي من الحكومة الليبية لتقديم مساعداته في بناء القدرات العسكرية والدفاعية الليبية'.

وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة الليبية، فايز السراج، في بروكسل، أضاف شتولنبرغ أن 'الوضع الأمني في ليبيا سجل تقدما مهما في محاربة الإرهاب، لا سيما من خلال نجاحنا في إخراج تنظيم داعش من مدينة سرت (450 كلم شرق العاصمة طرابلس)'.
وأشاد بجهود الحكومة الليبية 'في سبيل إنجاح الاندماج السياسي في البلد.. لكنها لا تزال تواجه تحديات عديدة وجدية على الصعيدين الأمني والعسكري'.
ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد معمر القذافي عام 2011، تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة متعددة، وتتصارع حاليا ثلاث حكومات على الحكم والشرعية، إحداها هي حكومة السراج، المعترف بها من الأمم المتحدة.
وحول سبل مساعدة ليبيا، أعرب أمين عام الحلف عن استعداد 'الناتو' لـ'المساعدة في بناء مؤسسات أمنية ودفاعية ليبية، وتقديم المشورة في بناء هيئة دفاع ليبية واستخبارات، بل ووزارة دفاع متكاملة قادرة على مواجهة التحديات'.
كما أعرب عن استعداد الحلف لـ'المشاركة في تدريب خفر السواحل في المياه الليبية، إلى جانب قوات الاتحاد الأوروبي ضمن عملية صوفيا في البحر المتوسط؛ للمساهمة في القضاء على كافة أشكال الإرهاب والتهريب'.
ومنذ عام 2015، تقوم سفن أوروبية بدوريات قبالة سواحل ليبيا لاعتراض المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، ضمن 'عملية صوفيا'.
وأضاف شتولنبرغ أن الحلف 'يقدم دعما سياسيا لرئيس الحكومة السراج؛ فنحن نريد حلا سياسيا للأزمة الليبية، أما في ما يتعلق بالدعم العسكري والتدريب، فمستعدون لتقديم خبراتنا في بناء قدرات دفاعية ليبية متكاملة وإنشاء وزارة دفاع عصرية، واستحداث هيئة أركان متطورة، عندما نحصل على طلب ليبي رسمي بذلك'.
من جهته، قال رئيس حكومة الوفاق الليبية إن حكومته 'تسعى إلى تعميق التعاون مع الناتو لإحلال الاستقرار والتغلب على التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجهها المؤسسة العسكرية الليبية، والتي تعرضت خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى الانقسام والتشظي'.
وأضاف السراج: 'نعمل على لم شمل المؤسسة العسكرية، وتكوين مؤسسة موحدة وصلبة قادرة على مجابهة تحديات كبرى، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب، والتي نحتاج، بلا شك، في مواجهتها إلى خبرة الناتو ومساعدته.. وفي هذه المرحلة، يمكن للناتو، أو الدول الأعضاء فيه، أن تساعدنا في تحديث أسطولنا البحري'.
وضمن زيارته الراهنة لبروكسل، يلتقي السراج غدا الخميس مع رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني.
ومن المنتظر أن تتمحور المحادثات حول ملف الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا إلى أوروبا، إضافة إلى الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا.