حلول هولندية لأزمة معالجة المياه

عربي و دولي

دول الخليج أكثر دول العالم استهلاكاً للمياه وهدراً لهذه الثروة

531 مشاهدات 0


نبه عدد من المختصين بإدارة الثروة المائية، إلى أن دول الخليج، التي تعتمد بشكل رئيسي على المياة المستمدة من معامل تحلية مياه البحر نظراً لشح مواردها الطبيعية، ليست من بين أكثر دول العالم استهلاكاً للمياه على المستوى الفردي فحسب، بل تتصدر أيضاً قائمة البلدان التي تشهد هدراً لهذه الثروة.

ودعا المختصون إلى تبديل جذري في أساليب معالجة المياه في المنطقة، تبدأ في تحسين بنية شبكات المياه العامة والتمديدات داخل المنازل، مروراً بأنواع النباتات الواجب زراعتها وأساليب الري، وصولاً إلى فكرة تزويد الأبنية بتكنولوجيا طورتها مؤسسات هولندية خصيصاً للخليج، تقوم على بناء معامل صغيرة تقع في طوابقها السفلية، قادرة على معالجة مياه الصرف الصحي فيها.

ففي جلسة شهدتها فعاليات 'القمة العالمية لطاقة المستقبل' المنعقدة حاليا لليوم الثاني في إمارة أبوظبي بدولة الامارات العربية، قدم لاكنان براون، الشريك في مؤسسة 'أروب' التي تعنى بالصحة العامة مجموعة من الأرقام المتعلقة بواقع استهلاك المياه في المنطقة، فقال إن الإمارات هي أكثر دول العالم إنتاجاً للمياه المحلاة، بواقع 5.7 ملايين متر مكعب يومياً، متقدمة بذلك على السعودية.

روابط ذات علاقة
'حافلة خارقة' و'عربة شخصية'.. الخيال العلمي يواجه ازدحام المدن
أبوظبي:7% نسبة النمو في قطاع الطاقة المتجددة بحلول 2020
ولفت براون أيضاً إلى أن الفرد في الإمارات هو الأكثر استهلاكاً للمياه في العالم، غير أنه لفت إلى أن أكثر من 30 في المائة من هذه المياه تُهدر بسبب تردي مستوى شبكات المياه العمومية والتمديدات المنزلية.

ودعا براون دول الخليج إلى اعتماد حلول علمية باتت مطبقة في الكثير من دول العالم، للحد من الاستهلاك الفائق للمياه، وبينها استخدام خزانات صغيرة الحجم للمراحيض، ووضع أجهزة استشعار متقدمة فيها، وذلك إلى جانب توسيع استخدام الري بالتقطير في الحقول الزراعية، وتزيين الطرقات والمنازل بالنباتات المحلية غير المستهلكة للمياه، عوضا عن استخدام النباتات الأجنبية.

من جانبه، كشف ديك فان دايك، المدير الإقليمي لبرنامج الشراكة الخليجي الهولندي للمياه NGWPR عن مبادرة قدمها البرنامج للاستفادة من التجارب الهولندية في دول الخليج، تقوم على استخدام معامل صغيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي بوسائل طبيعية، تشيّد في أسفل الأبنية، عوض بناء معامل المعالجة الضخمة وغير الاقتصادية.

ولفت فان دايك إلى أن هذه المعامل تتخلص من المواد العضوية الموجودة في مياه الصرف من خلال البكتيريا التي تتكاثر في الأجواء الحارة، مشدداً على أن تلك المعامل توفر في استهلاك الطاقة من جهة، وتنتج الغازات القابلة للاستخدام كوقود حيوي في آن معاً.


يذكر أن العديد من الدول الخليجية تفتقد لشبكات متكاملة لمياه الصرف الصحي، مع النمو العمراني المطرد الذي عاشته في السنوات الأخيرة، ويتم نقل تلك المياه بصهاريج تجوب المدن الكبيرة في معظم فترات النهار.

ويقدر خبراء أن التزايد السريع للسكان رتب ضغطاً على قدرة هذه المعامل الاستيعابية.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك