إنجاز صباح الأحمد منفردا تجاوز إنجازات القمم السابقة

محليات وبرلمان

لكن، هل نلعق جراحنا والصهاينة يرحلون، وهل نتركهم دون أن نثأر بالممكن مهما طال الزمن؟

1004 مشاهدات 0



 حسنا فعل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح حين قال في الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية معلقا على كلمة رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف إنه من المؤسف أن تطغى السياسة على المواضيع الاقتصادية في هذه القمة . ولا شك أن سموه يملك كل الحق في قول ذلك . بل إن إنجاز سموه منفردا يساوي انجازات القمة مجتمعة ، ففي الوقت الذي كانت فيه القوات الإسرائيلية تنسحب بعد اختراقها لكرامتنا في غزة ، نجح سموه في اختراق حواجز الفرقة والخلافات بين مصر والسعودية وسوريا وفلسطين وقطر .
لقد خرجت القمة بتوصيات اقتصادية لمصلحة المواطن العربي ، لكن دماء 1313 شهيدا في غزة لن يبررها ما قررته القمة من أموال . بل إن ذوي الضحية من دولة حماس او دولة عباس قد اختلفوا  على أحقية من يستلم الدية الشرعية التي أقرتها القمة ، رغم أن الأموال مازالت وعودا في أروقة قصر بيان.
فهل نلعق جراحنا والصهاينة يرحلون؟ و هل نحن من يدفع فاتورة الغطرسة الإسرائيلية؟ لقد اعتصر الصهاينة ألمانيا 60 عاما بدعوى التعويض عن جرائم النازية، ولم يستخدمون لذلك طلقة واحدة، ومن يعول على القوة العسكرية وحدها لاسترداد الحق موغل في تخلفه عن المتغيرات الحاصلة في المناخ الدولي العام  في مطلع القرن الحادي و العشرين . فالولايات المتحدة بقوتها العسكرية التي تبنت عقيدة الصدمة والترويع Shock and awe لإسقاط صدام2003م راحت في التراجع عن القوة الصلبة  Hard power واستعاضت عنها بالقوة الناعمة Soft power  كما وصفها جوزيف ني   Joseph Nye حين قال أنها' قدرة أمة  في التأثير  بمؤسساتها الثقافية ونظمها وقوانينها بدل الإكراه بالقوة أو التهديد '، بل إن الولايات المتحدة بقوتها تلوح بشعار جديد يتبنى التخلي عن القوة العسكرية بدرجة أكبر مما دعى إليه  جوزيف ني. و من ذلك ما قالت به وزيرة الخارجية الأميركية المرتقبة هيلاري كلنتون وعقيدتها  الجديدة في العلاقات الدولية والمسماة القوة الذكية Smart Power. وهي خلط لقوة الدبلوماسية والقانون الدولي .
ولم يكن يفصل الإسرائيليين عن اخذ السبايا في غزة إلا  خطوة واحدة فقط قبل يومين ، فقد قتلوا المدنيين أطفال ونساء وشيوخ ، وقتلوا رجال الصحافة ،ودمروا المساجد والمدارس والمستشفيات. وكل ما سبق ذكره جرائم حرب في اتفاقية جنيف المعقودة في 12 أغسطس 1949 م وتوثيق الجريمة متوفر على قسما ت وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثناء زيارته لقطاع غزة اليوم 20 يناير . والجريمة موثقة أيضا على أشرطة محطات التلفزيون العالمية التي كانت تصفعنا كل دقيقة خلال ثلاثة أسابيع بخبر عاجل  ورقم يتضاعف بحصيلة الشهداء حتى استقر على 1313 شهيد  . وإذا كان الجهل  عدونا فيما مضي عندما كنا شعب لا يقرأ كما قال موشي دايان ، فلم يعد الأمر كذلك ، والقانون الدولي يجيز لنا رفع القضية حتى في إسرائيل من قبل مواطنين عرب . ومما يثلج الصدر في هذا السياق ردة الفعل العربية الشابة من خلال الانترنت وقيادتهم لحملة علاقات عامة وحرب دعائية كشفت وحشية إسرائيل في عيون شباب المجتمع الدولي، لكن القضايا ضد حروب الإبادة Genocide  تحتاج إلى جهود مؤسسات حقوقية ودول لا جهود فردية فقط ، بل إن عقد قمة عربية لوضع الخطوات القانونية لمطاردة الصهاينة مطلب يستحق التدارس .
و'الاقتصاد لايساوي الكرامة التي تساوي الحياة نفسها' كما قال خادم الحرمين الملك عبدالله يوم أمس، وإزالة الركام من شوارع غزة، وإزالة الخلافات من العلاقات العربية هو خطوة هزيلة إذا لم يوازيها في المسار نفسه إجراءات  تمنع القنابل الفسفورية عن سماء غزة ، وفي الوقت نفسه تمنع التجاذبات السياسية العقيمة في سماء العلاقات العربية  كما أراد صباح الأحمد في قمة الكويت .

د. ظافر محمد العجمي (المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج)

تعليقات

اكتب تعليقك