الخوف من شجرة الميلاد.. يكتب عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب ديسمبر 24, 2016, 12:03 ص 712 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- الخوف من شجرة الميلاد
عبد المحسن جمال
منذ مدة سعدنا مع الاطفال بوجود شجرة عيد الميلاد في جمعية الدسمة.
وكلما دخلنا – نحن سكان الدسمة – للجمعية نقوم بتصوير الاطفال والشغالات وهم واقفون فرحون امام شجرة عيد الميلاد التي تذكرنا بمولد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام.
وكان الاطفال يلبسون قبعة بابا نويل ويأخذون الصور التذكارية وهم فرحون، وتقوم الشغالات بالتصوير ايضا وارسال صورهن الى عائلاتهن في بلادهن.
وكان ذلك بطريقة او اخرى يمثل سماحة اهل الكويت وحبهم للجميع، ومدى التسامح الديني الذي جبل عليه المجتمع منذ القدم.
فجأة ومن دون سابق اخطار، نسمع ان هذه الشجرة الجميلة ازيلت من فناء السوق المركزي لجمعية الدسمة بقرار من وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل من دون ابداء الاسباب.
ولكن المتداول بين الناس ان احد النواب الحديثين لم تعجبه الشجرة، فطالب بازالتها مع انه ليس من سكان الدسمة ولم نجده يوما يزور جمعيتنا الجميلة.
وعرفنا ان الوزيرة استجابت لرغبة هذا النائب من دون احترام لمشاعر سكان منطقة الدسمة واطفالها، ومن دون فهم لتوابع هذه الازالة!
ولم يكن لدي جواب حين سألني بعض اطفال منطقة الدسمة: اين الشجرة الجميلة التي كانت تزين جمعيتهم؟ ومن الذي اختطفها منهم؟ ولماذا؟
مع العلم ان شجرة عيد الميلاد موجودة في اكثر من مكان في الكويت، فلماذا لم تمنع الا في منطقتنا الحبيبة الدسمة التي عشنا فيها زهرة ربيع حياتنا مع اصدقائنا المسيحيين الساكنين المنطقة منذ اكثر من نصف قرن وهم زملاء الدراسة بمدرسة فلسطين وتربينا على حب الوطن وعدم التفرقة بسبب دين او فكر؟!
الطريف وانا اتابع قصة شجرة الميلاد وكيف بدأت ان «المسيحيين المتعصبين» كانوا يحاربونها حين ظهرت كفكرة جديدة للتذكير بقرب مولد السيد المسيح، حيث بدأت في ألمانيا ثم انتشرت في فرنسا فالعالم اجمع.
والآن نحن اهل الدسمة «الجميلة والمعتدلة والجامعة» للكويتيين المسلمين والمسيحيين نطالب الوزيرة باعادة شجرتنا الجميلة الى مكانها لاسعاد اطفالنا بالتصوير بجوارها.
او ان تملك الشجاعة «السياسية» لمنع كل اشجار الميلاد وتطلب من الحكومة منع استيرادها وبيعها والاحتفال بها، بدءا من سفارات الدول الكبرى الى اصغر محل!
والا لماذا فقط جمعية الدسمة؟!
ونطلب من النائب الذي حرم اطفالنا من الفرح ان يمنع بيع ملابس بابا نويل، وان يلغي عطلة رأس السنة الميلادية؛ لانها «بدعة»، ويمنع التجمع امام الكنائس أيام الاحد، ويمنع بيع الكتب السماوية ويمنع تبادل اي احد يرسل للآخرين «جمعة مباركة»؛ لانها بدعة الكترونية جديدة.
وعلى وزيرة الشؤون ان تتضامن معه لاصدار تشريعات تمنع ذلك كما فعلت بنا نحن اهل منطقة الدسمة حين حرمت اطفالنا وشغالاتهم من فرحة التصوير تحت شجرة بلاستيكية داخل الجمعية لا تضر احدا.
وسلام على السيد المسيح عليه السلام يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، وامه العذراء مريم عليها السلام التي قال لها الله سبحانه:
«وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا». (مريم: 25)
تعليقات