الدولة الدينية تمثل الحلم الذهبي لجماعات الإسلام السياسي.. كما يرى صلاح الساير

زاوية الكتاب

كتب 763 مشاهدات 0

صلاح الساير

الأنباء

السايرزم- جماعة الحلم الذهبي

صلاح الساير

 

ما كانت «السياسة» في شيء إلا أفسدته وشانته وأعطبت دروب خلاصه وسدت فرص نجاحه.

ففي مطلع ما يسمى بالربيع العربي خرج الناس في تونس بثورة احتجاجية ضد الظلم والفساد.

ولأن جماعات الإسلام «السياسي» مدربة على التنظيم والقيادة ولديها الرغبة المعلنة في إقامة «الدولة الدينية» في كل مكان على سطح الأرض، ولأن المجتمعات العربية رخوة وسهلة الانقياد، تمكنت هذه الجماعات من القبض على رأس الثور الهائج لتوجيهه حسبما تريد، وحالما بلغت سدة الحكم شعر الناس بخطورة ما جرى في بلادهم، فخرجوا ثانية غاضبين من أجل استعادة دولتهم المدنية.

****

الدولة الدينية تمثل الحلم الذهبي لجماعات الإسلام السياسي، ولهذا لا يترددون بالدخول في أي رهان قد يفضي بهم إلى «الدولة الحلم» وفي حال توافر انتخابات ديموقراطية يسارعون إلى امتطاء صهوة الصناديق لتولي السلطة، ولأنهم يملكون مشروعا معلنا للدولة الدينية تكون أولى خطواتهم في حال الفوز «أكل الصنم» واعتبار أن «الديموقراطية كفر بواح» كما فعلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر عام 1991 التي حالما فازت في الانتخابات التشريعية قلبت ظهر المجن للدولة الجزائرية، وحين تحرك الجيش الجزائري لاسترجاع الدولة التي يقوم على حمايتها توحشت الجماعة الإسلامية وكشرت عن أنيابها.

****

لسنا نكشف سرا حين نقول إن الإسلام السياسي يسعى لإقامة «دولة دينية» تتناقض، بالضرورة، مع الدولة المدنية التي ينشط فيها.

وهذه حقيقة تؤكدها الشواهد والتجارب المريرة في عدد من الدول، وكذلك الأدبيات والمؤلفات الفكرية المعلنة، فذلك شرف لا تنكره جماعات الإسلام السياسي، بيد أن المأزق يكبر ويتعمق حين ندرك أن تلك الدولة الافتراضية والمتخيلة والتي يسعى الأصوليون لإقامتها لا تتوافق أو تتعايش مع العصر الراهن، وقد شاهد العالم بالصوت والصورة بعض تجليات هذا الحلم الذهبي في «دولة الإسلام في العراق والشام» هنا المأزق!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك