وائل الحساوي يكتب.. لن نبكي على حلب!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 15, 2016, 12:15 ص 706 مشاهدات 0
الراي
نسمات- لن نبكي على حلب!
وائل الحساوي
هل تريدون منا أن ننضم إلى طوابير المُعزين بسقوط «حلب» وأن نؤلف الشعر وندعو بالثبور على من شاركوا في تلك الجريمة النكراء؟!
وماذا ينفعنا إن فعلنا ذلك ونحن نعلم بأن الذين شاركوا في تلك الجريمة كثيرون!
أولهم نحن كشعوب نعيش في غفلة عن واقعنا وما يدور حولنا ونغمض أعيننا عما يدور حولنا!
لقد قتل الصرب في التسعينات 300 ألف مسلم بدم بارد ومنها مجزرة سربرينيتشا التي راح ضحيتها أكثر من 31 ألف مدني عُزل قاموا بتعذيبهم واغتصابهم ثم ذبحوهم كالخراف!
وقتل النظام البورمي في آراكان الآلاف من المسلمين دون أن يرف للعالم جفن ومازال، وقتل الصينيون آلاف المسلمين في تركستان الشرقية وحرصوا على الوقوف ضد المسلمين في كل تصويت في الأمم المتحدة!
وقتل الجيش الأميركي أكثر من مليون عراقي غالبيتهم من السنة عندما غزا العراق، وساعده عملاؤه المجرمون الذين يلبسون ثوب الإسلام، كما قتل 50 ألف مسلم في أفغانستان خلال حملته الظالمة على تلك الدولتين المسلمتين تحت مسمى محاربة الإرهاب، وقتل في الصومال أكثر من 6500 مدني!
أما في سورية فإن القصة طويلة وقد بدأت في السبعينات عندما انقض النظام النصيري على ذلك البلد المسلم وتسلم الحكم فيه، ثم بدأ بمن حوله في لبنان وفلسطين وقتل الآلاف منهم حماية للكيان الصهيوني، ثم انقض على شعبه في «حماة» في الثمانينات ليقتل منهم أكثر من 40 ألف مدني قصفاً بالطائرات والمدافع، وسكت العالم عن ذلك إلى أن جاء دور تدمير سورية بكاملها إرضاء لعيون بشار الأسد وأزلامه.
أما الحكام فهم يتحملون الوزر الأكبر لأنهم قد رضوا بتلك الجرائم البشعة وسكتوا عنها، ولم يحركوا ساكنا، بل وثقوا علاقاتهم بالطغاة، وفتحوا لهم الأبواب ليدخلوا إلى ديارنا كيفما شاءوا، ووقعوا معهم الصفقات المليارية!! بل وأهدوا الروس المجرمين الهدايا الثمينة رمزاً للصداقة معهم!
ومازال العديد من الأنظمة العربية والإسلامية توثق علاقاتها بأعداء الأمة وتتعاون معهم ضد شعوبها ونحن نصفق لهم ونمدحهم!
عندما غزا الروس الشيشان واتبعوا مع شعبها سياسة الأرض المحروقة سكتنا، ولم نعلم بأنهم سيرجعون علينا ليحرقوا سورية كما حرقوا غروزني!
خطة برنارد لويس
لقد سطر الفيلسوف اليهودي الانكليزي برنارد لويس نظريته عن العرب والمسلمين بقوله: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم، واذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات، لذلك فإن الحل هو بإعادة احتلالهم واستعمارهم احتلالاً كاملاً! علينا أن نشغلهم بحروبهم حتى ينهكوا، ثم يتم تقسيمهم وتفتيتهم إلى وحدات مذهبية وعشائرية وكل ذلك باسم نشر الديموقراطية، وتزويدهم بالسلاح وأخذ النفقات من دول عربية أخرى نفطية، ثم يتدخل جند المارينز الصهيوني الأميركي»، وما ذكره ذلك الصهيوني الماكر هو ما ينفذه الغرب اليوم بدقة دون أن نتحرك لاستنكاره، ناهيك عن تغييره!
يقول الشاعر عمر أبو ريشة:
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
كيف أغضيت على الذل ولم
تنفضي عنك غبار التهم؟
أو ما كنت إذا البغي اعتدى
موجة من لهب أو من دم؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم... لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
ابدأوا بأنفسكم!
نشكر نوابنا الأفاضل على فزعتهم لاستنكار ما يجري في حلب، ودعوتهم لمقاطعة الروس وقطع العلاقات معهم!!
ولكن حبذا لو قرر النواب مقاطعة حضور الجلسات البرلمانية إلى أن يتم طرد النائب الذي أخذ يوزع التغريدات ليهنئ الروس على قتل الشعب السوري وهزيمة الإرهابيين -كما يقول- إن الوقوف في صف الأعداء والرقص على جراح المسلمين هو أكبر خيانة للأمة، والشعب الكويتي المسلم لا يرضى بتلك الخيانات ويستنكرها.ـ
تعليقات