خليل علي حيدر يرى أن مذابح العراق للسنة والشيعة لم تحظ بمثل هذا الزخم الإعلامي الذى تحظي به مذابح غزة ، ويعتبر مايحدث «عرس إعلامي» ويتهم الإسلام السياسي بالمسئولية

زاوية الكتاب

كتب 405 مشاهدات 0




 

طرف الخيط 
 خليل علي حيدر 
 
 
 
 العراق.. في مآتم «حماس» الإعلامية 

عشرات الألوف من سنة العراق وشيعتها قتلوا وذبحوا ذبح النعاج، دن أن تخصص لمأساتهم كل محطات التلفاز العربية هذه المآتم وهذه التغطية المستمرة.

ألوف العراقيين والعراقيات تم تفجير الأسواق والمحلات والمآتم والمجالس والباصات بهم، دون أن تكترث قناة واحدة بمأساتهم.

آلاف الجثث المقطعة المحترقة تكدست في الشوارع والمشارح، وفي زوايا الباصات، وأطراف المحلات التجارية، دون أن تصرح اي قناة تلفزيونية عربية أو تبكي اي صحيفة.

على امتداد خمس سنوات وأكثر، كان السني والشيعي والكردي، والمسلم والمسيحي، يُقتل ويُنحر ويُسحل، ولا تحظى مآسيهم إلا ببضع دقائق من تغطية نشرات الأخبار.. إن حظيت!

الكثير من الباكين اليوم في مأتم غزة، كانوا بين مؤيدي مذابحي العراق، أو القائمين بها، أو اللامبالين بها!

دول، أحزاب، مثقفون، إعلاميون، تعبويون، حزبيون، دعاة، بغاة، خبراء عسكريون ورجال سياسة، إسلاميون وقوموين تقدميون.

قائمة طويلة من الدول والقوى السياسية والشخصيات التي زرعت كراهية وعنفا وشماتة وأحقادا لا آخر لها، وأنزلت بساحة العراق أبشع الجرائم وقطعت آلاف الرؤوس واغتصبت آلاف النساء، أو بقيت متفرجة أو مشجعة أو متشمتة.. هؤلاء اليوم قادة المقاومة والممانعة!!

قائمة طويلة ممن يتباكون اليوم على «شهداء حماس»، وممن تطبل لهم احزاب الإسلام السياسي أحلى المعزوفات وأشجاها، كانوا خلف مآسي العراق والمتشمتين بمآسيها والمساهمين في تصفية شعبها.

الكثير من المتباكين على مأساة غزة، التي تسببت فيها مغامراة «حماس» و«علاقاتها الخاصة» بكل مغامري المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم.. الكثير من هؤلاء المتباكين اليوم على مأساة حماس، وعلى ما يعاني منه الشعب في غزة من كوارث ومآس، كانوا ولايزالون من المتباكين على «الشهيد العظيم للأمة العربية والإسلامية».. صدام حسين! ولاتزال صور «القائد الضرورة»، وسط إطار من الرخام والورود، معلقة في بيوتهم المتصدعة.. وفللهم!

لقد استعاد الشعب العراقي بعض وعيه، وفشلت اللعبة الإرهابية والطائفية هناك..

وعرف العراقي صديقه من عدوه..

وبدأ السلام والهدوء يعود تدريجياً الى مناطق السنة والشيعة والأكراد، والشمال والجنوب في بلاد الرافدين. وقد آن الأوان لمغامرة عسكرية جديدة، تخض العالم العربي، وتخفف الضغط على أهل المغامرات والإرهاب.. وتفتح لهم الأجهزة والقنوات للتضليل! لماذا كل هذا التعاطف مع «حماس» التي أجرمت بحق الشعب الفلسطيني وتسببت في مقتل وجرح الآلاف منهم، وفي دمار واسع في بنية غزة التحتية واقتصادها، في حرب خسارتها مضمونة؟!

هل لأن حركة الإخوان المسلمين تقف خلف شقيقتها في غزة، وتحرك أبواقها في كل بقاع الأرض؟

هل لأن المطلوب قلب النظام المصري والأردني، والتلاعب بمصير المملكة العربية السعودية؟

هل تريد الجماعات الإسلامية مضاعفة رأسمالها واستثماراتها السياسية والمالية؟

هل هي حلقة أخرى من حلقات التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني، وسط هذا «العرس الإعلامي»، الذي سينتهي مثل كل عرس، لتعرف غزة من قرينها الجديد!!
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك