هل عرضت الوثيقة الإقتصادية على مجلس الأمة وهل صوت النواب على قبولها؟.. محمد المطني متسائلا
زاوية الكتابكتب نوفمبر 21, 2016, 12:22 ص 831 مشاهدات 0
النهار
نقش- الوثيقة الاقتصادية والمجلس
محمد المطني
وثيقة الاصلاح الاقتصادي أعلنت عنها الحكومة تطبيقاً لنصائح البنك الدولي دون دراسة ولا تفكير ولا ايمان كما يبدو ولا يوجد دليل أكبر على عدم دراستها من تنازل الحكومة عن تطبيق أول قرار فيها وهو رفع سعر البنزين وذلك عندما قبلت بكوبونات تقدم عدداً محدوداً من اللترات لكل مواطن وهو التنازل الذي أشعل الشعب الكويتي وتحول الى نقمة وقنبلة مازالت آثار شظاياها تشاهد على ظهر نواب المجلس المنحل وهم يتجولون في الدواوين والمقرات ليعلنوا براءتهم من قرار رفع الأسعار ومن الوثيقة بكل ما احتوت بادعاء أنها لم تعرض عليهم ولم يصوتوا عليه.
فهل عرضت هذه الوثيقة على مجلس الأمة وهل صوت النواب على قبولها؟ سؤال يحتاج قليلاً من التركيز وتتبع الأمر لتنكشف لك عزيزي المواطن الحقيقة وكيف حدثت؟ بداية وللانصاف لم يوافق مجلس الأمة على الوثيقة في بنودها وتفاصيلها بشكل مباشر لأنها ليست قانونا وانما مجموعة من الاجراءات التي تنوي الحكومة القيام بها لمواجهة العجز المزعوم، بعض هذه الاجراءات يتطلب تعديلاً في القوانين وبعضها يحتاج لقرارات ستنفرد بها الحكومة مثل قرار البنزين، اذا الوثيقة لم يتم التصويت عليها بندا بندا ولكن نصف الحقيقة الآخر هو أنها عرضت بكل تفاصيلها وبشكل معلن على المجلس في جلسة رسمية ثم حولها هروباً من المسؤولية بالتصويت الى اللجنة المالية التي عقدت جلساتها وتدارست بنود هذه الوثيقة ووافقت عليها واعتمدتها في تقاريرها.
الأمر ليس دقيقاً عندما يقول أحد النواب إن الوثيقة لم تعرض على المجلس، فالنواب يومها يعلمون أنها كرة ملتهبة تتطلب تعديلات كثيرة ستقدم لهم في المستقبل من الحكومة ليوافق عليها المجلس وتنطلق البنود كلٌ حسب اتجاهه لحيز التنفيذ ويتنصل المجلس من المسؤولية بحجج تتفكك بمجرد الاطلاع لنكتشف أن الحقيقة هي في هروب الكثير من النواب عن مواجهتها وقبول تحويلها الى اللجنة المالية التي قامت بالواجب وأكثر وصوتت على بنودها ووافقت على خطواتها وكل هذا مثبت بتقرير اللجنة المالية وبجلساتها الماراثونية التي كنا نتابع أخبارها في الصحافة.
حجة عدم المعرفة رغم عرض الوثيقة عليهم واحالتها بتصويتهم الى اللجنة المالية أمر مثير للاستغراب فهل كان النواب يومها يصوتون على ما لا يعرفون؟ وهل يعتقدون أن الجميع من الممكن أن تنطلي عليه هذه الحجة ويتقبلون ما حدث في قضية حساسة نشاهد أهميتها ودورها المحوري في أطروحات المرشحين ومواقف الناخبين؟ تفاءلوا.
تعليقات