على جميع المرشحين ان يتفقوا على قطع العلاقة مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسات الاستشارية الحالية.. يقترح زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 405 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- الحليف الجديد

زياد البغدادي

 

مازلت أتذكر والدي - رحمه الله - وهو يروي لي رؤيته وما شاهده من تحالفات قد عقدتها الحكومة مع التيارات والاقطاب السياسية منذ نشأة الديموقراطية في البلاد، فلم يخلُ المشهد السياسي من التحالفات حتى قبل تأسيس الدولة بدستور 1962 ، ولكنها اصبحت ضرورة بعد ان استدعت الحاجة لكسب الاغلبية البرلمانية لتمرير القرارات. 
في البداية كانت الغلبة للتيار القومي ثم الليبرالي، وجاء دور التيار الديني بعدهما ولسنوات طويلة ويتسيدوا المشهد السياسي كحليف حكومي قوي ذي قاعدة شعبية وتقلدوا في هذه الحقبة مناصب قيادية هي الاقوى في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، إلا انه في عام 2006 كانت بداية حقبة جديدة وتغيير جذري للسياسة الحكومية اذ بدأت «بطلاق» بائن وبالثلاثة للتيارات الدينية من خلال تكوين تحالفات جديدة تعتمد على الأقليات من قبائل ومذاهب ومستقلين ، واعتقد انه افضل عنوان لهذه المرحلة سيكون «فرق تسد» . 
إلا ان هذا النهج لم يدم طويلا، فبعد ان تفكك المجتمع بين حضر وبدو وشيعة وسنة بالاضافة الى صراع لاقطاب من الاسرة الحاكمة وكبار التجار لم تعد هناك حاجة  لوجود حليف ، فالقرار الحكومي اصبح ممهدا ومفروشا بالحرير والورود وخاصة بعد اقرار الصوت الواحد الذي كان كفيلا بانسحاب كثير من المعارضين وابتعادهم عن الساحة السياسية ودائرة القرار ، وخاصة بعد فشل المعارضة في التصدي لتلك التغييرات من خلال الشارع والحراك. 
نجاحات متتالية وتحالفات متعاقبة كانت جميعها تصب في صالح الحكومة وسياساتها ورغباتها ، ولسنا بصدد تقييم هذه الرغبات وجدواها في خدمة الشعب وتطلعاته فاعتقد ان الامور واضحة بدرجة كافية لأن تشرح وتفند، فالاشخاص لم يتغيروا الا اذا اعلنوا «توبتهم» فهذا أمر آخر. 
خاتمة: 
أعتقد اننا سنعيش حقبة جديدة في الفترة القادمة، فقد انتهى دور مجلس 2013 والذي ارتكز الى المهمشين والذين حصلوا على شرف تمثيل الامة بالصدفة وبركات الصوت الواحد فتهافتوا على إرضاء الحكومة واستسهلت الحكومة كسب ودهم ورضاهم بميزانيات العلاج السياحي وكانت النتيجة انها سلقت القوانين واقرت ثلاث اكبر ميزانيات في تاريخ الكويت لينتهي دور هذا المجلس سياسيا وشعبيا عند كوبونات البنزين بـ 75 لترا وحل المجلس . 
اليوم وبعد الحل اعتقد اننا مقبلون على حليف جديد لن نرى منه كشعب لا رحمة ولا مودة، فاليوم تستمد الحكومة القوة لاتخاذ قراراتها من خلال المؤسسات العالمية واستشاراتها التي ترغب في البقاء وبشكل ازلي بالقرب من صاحب القرار . 
الوافدون هم الحلفاء الجدد للحكومة والتجار، فلم يعد هناك يوم يمر علينا الا ويخرج لنا كتاب عن تعيين وافد في منصب مستشار او وظيفة حساسة براتب يتمناه المواطن، ولا تخلو جريدة  من تقارير المؤسسات العالمية وهي تنتقد دلع الحكومة للشعب في بند الرواتب والدعوم ، ونجد الحكومة تكرر ما يقال بكل فرح وسرور وتتوعد بتطبيق التوصيات تحت مسمى الاصلاحات. ومع الخصخصة ستتضح الامور بشكل اكبر ، والحل بحسن الاختيار في الانتخابات القادمة لفك هذه الشراكة والحلف الملعون. 
زوايا: 
1- المرشح أنور بوخمسين قدَّم اقتراحاً جداً ممتازاً بتحديد فترة النائب لدورتين فقط ، فهو بهذا الاقتراح يؤكد اهمية تجديد الدماء وتفعيل الدور الشبابي في مجلس الأمة. 
2- ديوان الخدمة المدنية: يجب أن تتوقف وبشكل فوري تعيينات الوافدين «البرشوتية» وخاصة للرواتب المرتفعة ، فالمواطن اولى بالوظائف في القطاع العام ، فلدينا من الكفاءات والخبرات ما يكفي ويزيد.
3- أرجو من جميع المرشحين ان يتفقوا على قطع العلاقة مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسات الاستشارية الحالية، والاعتماد على الخبرات الكويتية الاقتصادية من تجار شرفاء واكاديميين.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك