سنرى ترامباً جديداً يختلف عما عرفناه واستمعنا اليه وهو مرشح.. يتوقع عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب نوفمبر 19, 2016, 12:12 ص 549 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- ترامب.. والسياسة الخارجية!
عبد المحسن جمال
السياسة الخارجية ليست فقط كيف تتعامل مع الواقع الحالي، بل كيف ستواجه المتغيرات الجديدة؟.
وما طرحه الرئيس المنتخب دونالد ترامب اثناء حملته الانتخابية هو رأيه في الامر الواقع الذي يراه، ولكن أسئلة عدة تطرح نفسها منها: كيف سيتصرف مع المستجدات القادمة والطارئ من الاحداث الدولية؟!
وكيف سيتصرف مع ردات فعل الاطراف الاخرى التي وقف منها موقف الخصم؟!
هو يملك جيشاً ضخماً هو الاقوى في العالم، لكن كيف سيحركه وامامه تجاربه المريرة في افغانستان والعراق؟!
كيف سيتعامل مع ملايين المقيمين بصفة غير قانونية؟! هل سيطردهم وهو يرى المظاهرات في اكثر من نصف الولايات الاميركية تهتف ضده ولما يتسلم الحكم بعد؟!
هل سيبني الحائط مع المكسيك وعلى حساب الحكومة المكسيكية كما قال؟ وكيف سيتصرف ان رفض الشعب المكسيكي تغريمه تكاليف هذا الحائط «الغريب»؟!
هل سيسجن منافسته هيلاري كلينتون؟! وهل بإمكانه ذلك أم انه سيتراجع؟! فهو الذي مدحها كثيرا وأثنى عليها بعد ان اتصلت به مهنئة له بعد ظهور النتائج.
هو هاجم الرئيس اوباما شخصياً وبقسوة، لكنه في اول مقابلة معه في البيت الابيض، مدحه كثيراً ونعته بالرجل الطيب، متمنياً تكرار لقائه مستقبلاً.
وهل سيلغي الضمان الصحي الذي جاء به اوباما ليتأكد بعدها ان ذلك غير ممكن، ما جعله يقول انه سيعدل عليه ولن يلغيه؟!
اذاً فان خطاب ترامب مرشحاً يختلف عنه رئيساً، وهكذا ستكون سياسته الخارجية.
فإدارة السياسة الاميركية لدولة عظمى كالولايات المتحدة لن تعتمد على عواطف شخص واحد وأمانيه وان كان هو رئيسها، بل تعتمد على مصالح كبرى حول العالم، وتعتمد على علاقات دولية مع دول العالم كافة، وعلى اتفاقيات دولية اعتمدت على مصداقية اميركا امام العالم ومدى احترامها للمواثيق والعلاقات الدولية، وستكون من خلال مؤسسات تملك من النفوذ احياناً اكثر مما يملكه الرئيس!
لذا سنرى ترامباً جديداً يختلف عما عرفناه واستمعنا اليه وهو مرشح.
ومن المفيد أن نتابع نوعية الاشخاص الذين سيختارهم ترامب في الادارة الاميركية الجديدة، واسلوبه في ادارة اقوى دولة في العالم خلال الأيام المئة الأولى من تسلمه الحكم، وبعدها سيكون الحكم له او عليه.
تعليقات