الإعلام العربي كان غير مهني في تناوله وتعاطيه مع الانتخابات الأميركية .. كما يرى عبد العزيز الكندري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 15, 2016, 12:10 ص 425 مشاهدات 0
الراي
ربيع الكلمات- الديموقراطية... عقال ترامب
عبد العزيز الكندري
في بداية تولي الرئيس باراك أوباما الرئاسة، كان تفاؤل الناس أكثر من اللازم. والبعض تجاوز ذلك بأن الرئيس صاحب البشرة السمراء سيكون مختلفا عمن سبقوه، ولكن البعض كان أكثر عقلانية ويعرف جيداً أن أميركا بلد ديموقراطي ودولة مؤسسات، تتحرك وفق مصالحها وهذا ما سيحدد ويقرر الخطوات المقبلة، والتغييرات ستكون جداً بسيطة ومحدودة، والتركيز سيكون على الداخل أكثر من الخارج. أما حديث الرئيس الجديد دونالد ترامب عن فصل العلاقة بين أميركا والدول العربية، وعدم السماح بدخول المسلمين للولايات المتحدة، فكان فقط كلاما انتخابيا ينتهي بانتهائها، ولن تسمعوا هذا الكلام من جديد.
وهذا الأمر كما حدث في السابق مع أوباما عندما كانت الغالبية متفائلة، يحدث مرة ثانية الآن مع فوز ترامب بالرئاسة، فالغالبية العظمى متشائمة إلى حد كبير، لدرجة أنها بدأت تعبر عن ذلك بأن العالم سيتغير وستكون هناك حرب عالمية ثالثة.
لحظة... هنا يجب أن نفرق بين الحملة الانتخابية للمرشح وبين الفوز بمنصب الرئاسة، ولكي تتضح الصورة أكثر يجب أن نرجع بالذاكرة 8 سنوات، ولنتذكر الهجمة الشرسة التي كانت تشنها المرشحة هيلاري كلينتون على خصمها أوباما، حيث كان الهجوم شرسا جداً... وفي المقابل عندما نجح أوباما بمنصب الرئيس، رشح هيلاري وزيرة للخارجية، هذا الأمر واضح للعيان بالنسبة للغرب وهو التفريق بين الحملة الانتخابية وبعد النجاح. ولكن ماذا نتوقع من القرارات للرئيس الجديد في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة والغارقة في المشاكل أصلاً. من يقرأ في سجل الجمهوريين وفي سيرة الرئيس الجديد، من الواضح أنه سيكون أكثر حزماً في مواجهة القضايا في الشرق الأوسط، سواء في سورية ومواجهة «داعش» في العراق، وقد يتأثر الاتفاق النووي مع ايران بدرجة كبيرة. وهذا واضح من خلال تصريحات القادة الايرانيين وخشيتهم من تأثر الاتفاق. ولكن ستظهر الملامح من خلال تعيينات الفريق الرئاسي، وفي المقدمة وزير الخارجية الجديد. ويبقى السؤال الذي حير كل الأوساط العالمية، وهو، كيف فاز ترامب بالرئاسة الأميركية، وكل الاستطلاعات كانت تشير إلى فوز كلينتون؟ لا شك أن هناك جملة من الأسباب وفي مقدمتها أن غالبية القنوات الاعلامية أصبحت موجهة لا تنقل الحقيقة، والحديث عن النزعة العرقية للبيض من قبل ترامب، حيث استطاع حشد أصواتهم خلفه، وقد يكون ما حدث قبل أيام من الانتخابات هي مشكلة البريد الالكتروني لهيلاري، إضافة إلى بعض الاسباب الاقتصادية.
ومن نافلة القول، ان ترامب فاز بالديموقراطية، ولم يفز بالنعرات التي تهدم الديموقراطية، مثل «تكفون» و«محزمي لاتخلوني أنا بوجيكم وقط العقل»، وهو صدر من فئة قليلة من البعض، ولدي قناعة بأن الرد على هذه التصرفات الدخيلة سيكون في يوم الانتخاب من شباب واعٍ، سيصوت للأكفأ.
أما الإعلام العربي، فكان غير مهني في تناوله وتعاطيه مع الانتخابات الأميركية ومتحيزا. وأكبر مشاكل الإعلام أنه أصبح فاقداً للمصداقية والروح التنافسية وهنا مكمن الخطورة، وأصبح لايحترم عقل المشاهد، وشعاره في هذه المرحلة: «اكذب واكذب واكذب حتى يصدقك الناس».
تعليقات