خالد الطراح يكتب.. «استعمار» البنك الدولي

زاوية الكتاب

كتب 405 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- «استعمار» البنك الدولي

خالد الطراح

 

استوقفني بشديد من الاستغراب مقطع الحديث التلفزيوني للأخ الفاضل احمد المليفي، مرشح الدائرة الاولى حاليا، ومرشح الدائرة الثالثة سابقا، بان «البنك الدولي احد اجنحة الاستعمار وجناح من اجنحة تدمير الثقافة في اي مجتمع، ومن اجنحة السيطرة والهيمنة على الدول».

واستشهد برئيس وزراء ماليزيا الاسبق مهاتير ان لم اكن مخطئا فيما يتعلق بنجاحات ماليزيا بأنه «كان يخالف كل توصيات البنك الدولي».

وقال المليفي وفقا لرؤيته: «ان التعليم دمر عندنا بسبب ادخال هذه المؤسسات، وان احترام حقوق الانسان عند المسلمين افضل مما عندهم». ربما نسي المرشح المليفي ان رئيس وزراء ماليزيا الاسبق مهاتير سبق له التصريح بان دول الخليج لم تجد توظيف الاسلام وتصديره الى العالم، ضاربا مثالا بان ماليزيا باتت اليوم المصدر الاول لتصدير اللحم الحلال الى اوروبا، والمطارات العالمية التي من خلالها تم نشر الثقافة الاسلامية، وهنا تكمن حكمة التخطيط وليس العودة الى لغة غمرها غبار التاريخ كالاستعمار!

واستشهد المليفي ايضا بكتاب «اعترافات قاتل اقتصادي مأجور»، ولكن يبدو ان المليفي لم يطلع على النقد العلمي الذي استعرضه العديد من المحللين، ومنهم المحلل السياسي سيباستيان مالابي في صحيفة الواشنطن بوست، ووصفه للكتاب «بأنه افراط في المؤامرة وان الكاتب مفعم بالغرور»!

الاهم هو حديث المليفي الذي وصف احدى الدوائر بانها تعاني من «طائفية» حين قرر الانتقال الى دائرة اخرى، بينما عاد اليوم الى دائرة «الطائفية»! تاركا ناخبيه في الدائرتين في مهب الريح!

الاخ المليفي ربما نسي انه استكمل في 2011 و2014 بصفته وزيرا للتربية والتعليم العالي اجراءات اتفاقية التعاون مع البنك الدولي التي بادرت فيها الاخت العزيزة أ.د. موضي الحمود في 2009، حين تولت وزارة التربية والتعليم العالي، فيما لم يلغ المليفي اتفاقية «الاستعمار»، او يصرح ضدها إلا اليوم.. انتخابيا!

علاوة على ذلك، هل المرشح المليفي على قناعة قانونية بان حقوق الانسان في الكويت مصونة وفقا للشريعة الاسلامية والدستور؟ وما هو رايه بشأن وجود مساجين امن دولة لدينا، منهم الاخ مسلم البراك النائب السابق؟!

ومهم ان يذكرنا المليفي بمواقفه حين كان نائبا او وزيرا من الدعم الكويتي للمؤسسات الدولية ككل، ويبين التمدد الاستعماري على اسس علمية، وليس بالاعتماد على كتاب واحد دون غيره من الدراسات الرصينة!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك