نجاح ترامب سبب حرجاً لأغلب وسائل الاعلام الاميركية والعالمية.. بوجهة نظر عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب نوفمبر 14, 2016, 12:13 ص 445 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- توقع غير المتوقع
عبد المحسن جمال
كل الحسابات السياسية والرهانات الاعلامية كانت تتجه بأغلبها الى تغليب نجاح هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة، لتصبح اول امرأة في التاريخ الاميركي تتقلد منصب الرئاسة، ولتسجل حدثاً غير مسبوق هناك.
ولكن الناخبين الاميركيين كان لأغلبهم رأي آخر، حيث اختاروا دونالد ترامب، الذي لم يتقلد اي منصب سياسي من قبل، ليكون هو رئيسهم الخامس والاربعين، مخالفين كل استبيانات الرأي العام، وكل توقعات العالم، وكل التصرفات التي كان الآخرون ينتقدونه عليها.
هل هي الرغبة في التغيير، ام انهم سئموا وعود السياسيين التقليديين، ام قدرة ترامب على احداث الصدمات النفسية في خطاباته الصادمة والمتحدية للجميع؟!
فهو نزل الانتخابات من دون رغبة الحزب الجمهوري وقادته، ثم هاجم المسلمين وحذرهم من انهم لن يدخلوا البلاد بسهولة، ثم هاجم الاميركان السود، ومن هم من اصول لاتينية، وهدد المهاجرين غير الشرعيين بطردهم، ووعد ببناء سور ضخم على الحدود الاميركية ـــ المكسيكية، ووعد بخفض الضرائب، وإعادة الضمان الصحي الذي جاء به الرئيس أوباما، وانه لن يرسل جنوداً الى الخارج، الى غير ذلك من الوعود التي دغدغت عواطف بعض الناخبين، وأخافت الآخرين.
نجاح ترامب سبب حرجاً لأغلب وسائل الاعلام الاميركية والعالمية، التي فوجئت بغير المتوقع، وان تحليلاتها واستفتاءاتها كانت غير «صادقة»، لأن أغلبها توقع نجاح هيلاري «بتفوق»، وهذا سيجعل الناس يقللون من ثقتهم بهذا الإعلام، الذي يعتمد على العواطف والرأي المسبق أكثر من الصدق والدقة والحرفية في نقل الاخبار.
وسيراجع الناس بعد اليوم مصداقية ما يبثه هذا الاعلام الموجه حول مختلف الاحداث العالمية، التي تبين انه ينقلها وفقاً لقناعاته وتوجيهات مموليه أكثر من الصدق في نقل الواقع كما هو.
والسؤال هو: هل سيحدث تسلم ترامب لرئاسة أقوى دول العالم وأوسعها نفوذاً فهماً جديداً لمنع الحروب والفساد والتفرد بالرأي في العالم؟!
هذا ما يتمناه محبو السلام في العالم، الذين سيتابعون اداء الرئيس الجديد، ومدى قدرته على توجيه المؤسسات السيادية الاميركية وقيادتها لتطبيق وعوده، ام انهم سيصابون بإحباط آخر؟!
تعليقات