صالح الشايجي يكتب .. «شمس» المعلمة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 12, 2016, 12:19 ص 703 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع- «شمس» المعلمة
صالح الشايجي
لا يجب علينا أن نتعامل بخفة وسطحية مع الأمور الجادة وبالذات التي تدخل في صلب العقيدة الدينية.
مسارعة البعض إلى التهديد ورفع السيف في وجه من قال رأيا يخص الدين وهو لم يفهمه، هو نوع من الخفة والاستخفاف، فقبل أن تلجأ ـ يا هذا ـ إلى التهديد ورفع سيفك، تحرّ وافهم وغص في بواطن الأمور، ولا تلهُ في رمال جالها.
استمعت وشاهدت لقاء متلفزا مع المطربة «شمس الكويتية» وسرني أنها على هذه الدرجة من الوعي والفهم والإدراك والتعقل فيما أوردته من آراء في ذلك اللقاء.
تحدثت في الفن وفي السياسة وفي كثير من الأمور الاجتماعية وغيرها، فأصابت في كل ما قالت، ولم تبد على كبر وتعالٍ، ولا استخفاف وسطحية، بل تكلمت بعفوية المتعلم المدرك وببساطة وسهولة وبلغة يفهمها العوام وأهل النخبة.
وكانت على درجة من الوعي والفهم والدقة حينما فرقت بين كلام الله تعالى في كتابه الكريم، وبين كلام المفسرين للقرآن وآياته الكريمة، فكم اختلف المفسرون في شروحاتهم للآيات نفسها، فهم بشر يخطئون ويصيبون، وما أوتوا من العلم إلّا قليلا.
ونحن المسلمين حبسنا أنفسنا في دهاليز قدماء المفسرين وأقبيتهم، وكأنما ما أوتوه من علم أو تقى لم يدركه غيرهم من اللاحقين.
«لكل زمان آياته» والعلماء آيات أزمنتهم، فمثلما كان هناك في ماضي الزمان علماء نجلّهم ونسبغ عليهم كريم الصفات ونشكر لهم جهدهم ودأبهم في الشرح والتحليل والتفسير ـ وهو الزاد الذي تغذى عليه من جاء بعدهم ـ فإن في زماننا وفي أزمنة سبقت زماننا هذا علماء أجلّاء فضلاء تقاة اجتهدوا لأزمنتهم مثلما اجتهد الأوّلون لزمنهم، وربما زادوا وأضافوا وأفاضوا، مستغلين في ذلك ما وفرته لهم عصورهم من تقنيات لم تتوافر لقدامى العلماء، والعلم تراكمي متصل لا منقطع ولا منبتّ.
ومن عاش في القرن الحادي والعشرين هو أعلم بالضرورة ممن عاش في القرن العشرين والذي هو أعلم ممن عاش في القرن التاسع عشر، وهكذا.
لذلك فإني أستغرب استخفاف البعض بما قالته «شمس» وتفريقها بين القرآن وكلام المفسرين، فهبّوا يهاجمونها على اعتبار أنها تجاوزت.
هي لم تتجاوز ولكنها فاقتكم في العلم والفهم، فتعلموا منها!!
تعليقات