فوز ترامب جاء على حساب السياسة الرومانسية التي اتبعها سلفه أوباما.. كما يرى عدنان فرزات

زاوية الكتاب

كتب 534 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

صدق القرد وكذب الإعلام

عدنان فرزات

 

قبيل احتدام المنافسة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون بساعات، انتشر خبر طريف عن قرد صيني توقع فوز المرشح قبل يومين، والرئيس اليوم رونالد ترامب، وهي طريقة يتبعها بعضهم في مباريات كأس العالم مثل توقعات الأخطبوط الشهير بول، والسلحفاة بيغ هيد.

جاءت توقعات القرد أصدق من وكالات أنباء عالمية ومؤسسات مرموقة للدراسات، بل واستطلاعات رأي على شاشات التلفزة في كل مكان. جميعها كانت ترجح فوز هيلاري كلينتون، بل إن بعضهم أعطاها نسبة 90 في المئة، لكن القرد أعطى رأيه الفصل وقرر أن ترامب هو الذي سينجح، ومع ذلك ما زال الإنسان يتبجح بذكائه ويقول إن الفرق بين الإنسان والقردة هو 1 في المئة.. أظن يتوجب الآن مراجعة هذه المعلومة، كما على الملحدين الذين صدعونا في أوائل الثمانينات بنظرية تشارلز داروين أن يخفوا كتابه «أصل الأنواع».

بدخول القرد على خط الانتخابات الأهم في العالم، تكون هناك ثلاثة كائنات شاركت في هذه الانتخابات، وهي: الفيل الجمهوري والحمار الديموقراطي والقرد الصيني، وعلى الأغلب أن القرد الآن في الصين ينال عقابه لأن الصينيين غير مرتاحين لنجاح ترامب، وليس الصينيون وحدهم، فقد انتشر ما يشبه «الفوبيا» من نجاح ترامب بسبب تصريحاته الحارقة أثناء حملته الانتخابية، ومن تلك الصور المعبرة عن المخاوف، صورة ترامب وهو يقول Iam Coming ثم صورة لعرب وهم يركضون في كل اتجاه هاربين.

على الأغلب أن السبب في نجاح ترامب ليس ضعف هيلاري كلينتون، ولا فضيحة بريدها الإلكتروني التي أحدثت ضجة، ولا «تخبيصات» زوجها بيل مع مونيكا لوينسكي وفستانها الأزرق في البيت الأبيض، ولا الوعكة الصحية التي أفقدتها توازنها وهي تهمّ بالدخول إلى سيارتها، بل إن فوز ترامب جاء على حساب السياسة الرومانسية التي اتبعها سلفه أوباما، التي أفقدت أميركا حزمها الذي اكتسبته، سواء في نشر ثقافة أفلام العنف، أو من خلال السياسة الصارمة التي اتبعها الرؤساء الجمهوريون، حيث نذكر في الثمانينات «الكف الجوي» الذي وجهه رونالد ريغان لمعمر القذافي في عقر داره، ثم الحزم الذي اتبعه الجمهوريون في حرب الخليج وغيرها من استعراض العضلات الذي يشبه مشية بوش الابن، وعنترية الممثل والسياسي أرنولد شوارزنيغر، تلك الملامح التي تلاشت في الأزمة السورية، فبرزت روسيا من جديد كقوة كادت أن تكون ذات قطب واحد.

قطبا العالم الآن هما رئيسان: روسي كان لاعباً للتايكوندو وأميركي مهتم بالمصارعة الحرة.. والشعب العربي هو المتفرج في الحلبتين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك