'ترامب 'و' كلينتون' وجهان لعملة واحدة.. بوجهة نظر عبد العزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 11, 2016, 12:28 ص 487 مشاهدات 0
الراي
أميركا... وفوز «أبو لهب»
عبد العزيز الفضلي
شعوب العالم اليوم، تتّجه معظمها نحو الأصولية الدينية أو العنصرية العرقية. ولذلك تُظْهِر معظم نتائج الانتخابات في العالم اتجاه الشعوب نحو اختيار أصحاب النزعات الدينية أو الأصولية أو المذهبية أو الطائفية.
فعلى سبيل المثال: الحزب الحاكم في ألمانيا، هو حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي. وفي الهند يتولى قيادة الحكومة «بهاراتيا جاناتا بارتي»، وهو حزب هندوسي متطرف.
وفي معظم الانتخابات النزيهة التي جرت في عالمنا العربي والإسلامي، نرى تقدماً للأحزاب والتيارات الإسلامية.
ولذلك لم يكُن مستغربا أن يفوز دونالد ترامب - صاحب التصريحات العنصرية - في انتخابات الرئاسة الأميركية.
ربما كرِه العديد من المسلمين فوز ترامب بالرئاسة بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين، والتي كان منها وعده بطرد المسلمين من أميركا، إن هو فاز بالرئاسة.
ومع ذلك أقول، لعلها خيرة للمسلمين من أمور عدة، فعداء ترامب للمسلمين واضح ومعلن، مما قد يدفع الشعوب والحكومات الإسلامية إلى التفكير جديّا في كيفية التعامل مع شخصية تعلن عداوتها وحربها.
وهذا الأمر أهون من التعامل مع هيلاري كلينتون وإعضاء حزبها الديموقراطي، الذين يروغون أمام قضايا المسلمين وحقوقهم، كما يروغ الثعلب.
عداء ترامب وحزبه الجمهوري لإيران، قد يكون لمصلحة دول الخليج، الذين يخوضون صراعاً إقليمياً مع إيران والتي تريد بسط نفوذها وزيادة تغلغلها في منطقة الخليج والجزيرة العربية.
ولعل بعض المكاسب التي حققتها إيران من الاتفاقية النووية الأخيرة، لم تكن لتتحقق لو كان في سدة الحكم حاكما أميركيا متعصباً، كترامب.
في اعتقادي أنّ ترامب، إن سعى لتنفيذ وعوده، فسيخرب أميركا وديموقراطيتها، وسيجلب لها المزيد من العداوات والخصوم، ما يقلل من حلفائها، ويجعلها أضعف ما هي عليه، وسيؤدي ذلك إلى نوع من التوازن بين القوى في العالم، فسيطرة دولة واحدة وتحكّمها في مصير العالم، سيؤدي إلى خرابه، ولذلك كان من سنن الله تعالى في الكون أن تتوازن القوى «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».
مع فوز ترامب، أودّ أن أطرح تساؤلين، خصوصاً لأصحاب التوجهات الليبرالية، الأول، وهو: هل ستعتبرون الشعب الأميركي، عنصريا ومتطرفا، لأنه اختار رئيساً عنصرياً، كما هي تصريحاتكم عادة عندما تختار الشعوب العربية والإسلامية أصحاب التوجهات الإسلامية؟
والسؤال الثاني: هل ستعتبرون الشعب الأميركي، متخلفا ورجعيا، لأنه لم ينتخب امرأة، كما تفعلون، كلما فشلت امرأة في الوصول إلى أي مقعد بالانتخاب؟
آخر الكلام: لا بد أن ندرك أن ترامب وكلينتون، هما وجهان لعملة واحدة في التعامل مع قضايا المسلمين، خصوصاً في صراعهم مع الكيان الصهيوني. فسياسة أميركا التي لا يحيد عنها أي رئيس، تفرض عليه المحافظة على أمن إسرائيل، والالتزام بالتفوق العسكري لدولة الصهاينة على جيرانها العرب.
لذلك أصدق وأجمل تعبير قيل في فوز ترامب، هو أن «أبو لهب» هزم «حمّالة الحطب».
ربما يتخلّى ترامب عن تطبيق وعوده العنصرية، بعدما أصبح رئيساً فعلياً، وربما لم يكن في نيته أصلاً تطبيقها، وإنما جعلها شعارات لكسب مزيد من المؤيدين لحملته الانتخابية.
فهل ستحمل الشهور المقبلة معها المفاجآت؟
تعليقات