ما نشهده في مرحلة الحشد الانتخابي للمجلس القادم لم نره من قبل في مثل هذه الصورة المستفزة.. بوجهة نظر صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 7, 2016, 12:14 ص 474 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع- فعل فاضح
صالح الشايجي
إذا ما كانت الديموقراطية أداة لإحياء العصبية القبلية الجاهلية وتشرذم الناس وزرع الفئوية، فبئست هي من ديموقراطية، فلسنا في حاجة إليها.. لسنا في حاجة لما يفرّق بيننا ويفت من نسيجنا المجتمعي ويفتته.
إن ما نراه ونشهده مما يجري هذه الأيام على هامش السباق النيابي هو أمرٌ فوق أنه مخجل فهو محزن ومخزٍ ومعيب في حق أهل هذه البلاد وحاضرها ومستقبلها.
إنها صور شديدة القتامة والدمامة والقبح، تؤذي وتضر ولا تسر!
فماذا يعني أن يقول مرشح مترجيا متوسلا متذللا: «تكفون لا تخلوني»!
وماذا يعني أن تتطاير «العُقل» من فوق الرؤوس طائرة إلى رأس المستنجد المتذلل المطالب بالنجدة!
فممّ هو يستنجد، أهو غريق في أم ملهوف أم جائع أم عارٍ، حتى يطلب النجدة والغوث من جماعته مستصرخا وشيجة الدم؟!
من يفعل ذلك هو بلا شك يطلب أمرا لنفسه، لا من أجل جماعته ولا من أجل وطنه.
إن محاولة الوصول إلى البرلمان من خلال طرق غير ديموقراطية هي افتئات على الديموقراطية ونكوص عنها وفهم سطحي وساذج لمعنى الديموقراطية.
وهؤلاء المستنجدون المستجدون المتوسلون المتسولون، هم ليسوا خيرا من غيرهم من أبناء قبيلتهم، وليسوا هم أكفأ من كثيرين ممن لا يجيدون أساليب الاستجداء القبلي والذين لا يقرون مثل هذه الأساليب والطرق المتصادمة مع الفهم الصحيح للديموقراطية، ولكنهم ينهجون النهج الصحيح ويتبعون الطرق الواضحة والمتماشية مع طبيعة النهج الديموقراطي السليم، في مخاطبة عقول ناخبيهم، وليس استجداء عواطفهم وإحياء العصبية القبلية والتذلل والاسترزاق وذرف الدموع.
واضح تماما أن من يتبع هذه الأساليب هو باحث عن مصلحة شخصية ومنفعة ذاتية وليس معنيّا بالقضايا الجوهرية ولا ما يهم الشعب وما تتطلبه الظروف السياسية الراهنة والتي أشار إليها مرسوم حل البرلمان السابق.
فإن ما نشهده في مرحلة الحشد الانتخابي للمجلس القادم، لم نره من قبل في مثل هذه الصورة المستفزة والمؤذية للمشاعر الوطنية لكل كويتي لديه حد أدنى من الحس الوطني.
لا بد للمجاميع الانتخابية أن تكون أكثر وعيا وجدية وإخلاصا للعملية الديموقراطية من مرشحيها الذين، وكما هو واضح، يسعون إلى النجاح بغض النظر عن الوسيلة والأسلوب.
تعليقات