خلود الخميس تروي تجربتها مع فصل الخريف
زاوية الكتابكتب نوفمبر 1, 2016, 12:42 ص 720 مشاهدات 0
الأنباء
«Sweet November»
خلود الخميس
أعتبر الخريف من الفأل الحسن، ولدي صديقة تراه فصل اللاقرار، لا أعلم لماذا ذلك، ولم يولد رأيها فضولا لأسأل، ففي بعض الأحيان أبق رؤيتك للأمور بمعزل عن رؤى الآخرين، خصوصاً السلبي منها والمتشائم والذي بلا دليل.
صاحبتي هذه اعتادت على تحويل الأشياء إلى «مواقف خاصة رغم عموميتها» ومن ثم تضخ فيها كما من المشاعر يزيدها شخصنة، مثل الخريف، فيصير أي رأي لا يشبه رأيها اعتداء على مشاعرها التي اختارت بتمام اختيارها أن تضعها في «ملكية عامة»: فصل من الأربعة!
أنا أيضاً أفعل ذات الشيء مع فارق بسيط، أنني لا أعتبر رأيي في الخريف فرض عين على كل بالغ عاقل!
الأمور في الحياة تحتمل كل الأوصاف، فبينما أسماه البعض (نوفمبر الحلو - ترجمة حرفية للعنوان) تراه صاحبتي عديم المنظر ووجهه كقفاه، زاوية النظر تختلف، محتويات الإناء التي ستنضح بالرأي تختلف، فلا بأس أن يرى البعض الأسد بعوضة والغراب عصفورا، والخريف حلواً!
أحب السفر في فصل الخريف، فلدي هواية، انتبهوا هواية لا هوَس، تجميع الورق الملون وليس الأخضر، أنتظر فصل تساقطه من أذرع الشجر، ولأن الكويت أرض اللافواصل بين الفصول، فكل فصل مثل «نُهير» جانبي يصب في النهر الأكبر بلا ترتيب ولا احترام للأدوار، فيدخل الصيف على الربيع والخريف على الشتاء والربيع يستحيل فجأة شتاء وترعد السماء في الصيف وتبرق... وهكذا. لذلك أسافر وأعود بأكياس ملأى بالورق!
وما ان أفتح الحقائب عند عودتي، حتى تكون الأوراق البهية عند قطفها أو التقاطها من الأرض بالأصفر والبرتقالي والأحمر قد استحالت إلى عفن!
نعم عفن، لم تصمد «مسافة الطريق» ولم تقدر مصاريف السفر!
صدقت صاحبتي، الخريف فصل اللاقرار، وجاءت وريقات شجره بالدليل الدامغ، على عجزها عن الالتزام بلونها لساعات، فأخذت بهجة السفر معها، وانتشرت رائحة نتنة بدلاً من العبق الساحر، وأضحت تذكرة السفر وإيجار الفندق مجرد هباء، وفاز رأيها مقابل حسن ظني في «ورقة تحتضر».
المقال أعلاه من فنون قول «اللاشيء» وهو تخصص الساسة ورجال الدولة الناجحين، وقد تعلمته في «كورس» في الولايات المتحدة الأميركية.
ما رأيكم: هل أصلح رجل دولة؟!
تعليقات