حمد الدرباس يطالب المقاطعين بوضع برنامج شامل وواضح يؤدي الى استقطاب الراغبين في الإصلاح

زاوية الكتاب

كتب 581 مشاهدات 0

حمد الدرباس

الجريدة

مقاطعة بلا عبث!

حمد الدرباس

 

إذا ما استثنينا مبدأ رفض تدخل السلطة في تنظيم العملية الانتخابية فلا أرى أي مشكلة أخرى بتحول الكثير من المقاطعين إلى مشاركين في الانتخابات القادمة على اعتبار أن المقاطعة بحاجة إلى الوقت من أجل إعادة ترتيب نفسها من خلال خلق تصور سياسي عملي ومدروس، يكون هو أساس الانطلاق في المستقبل نحو تحقيق الإصلاح على مستوى القاعدة السياسية، أي أن على المقاطعة الآن استغلال السنوات القادمة في وضع برنامج شامل وواضح يؤدي الى استقطاب الراغبين في الإصلاح من خلال دراسة المشاكل المتنوعة وتقديم التصور المفصل للحلول الأنسب ومن ثم إشراك الناس في تقييمها.

تنطلق أهمية فكرة المشروع لما سيعكسه من قدرات سياسية وفنية لدى المقاطعين تضعهم في مقام البديل الأفضل للمشروع القائم والواضح بتخبطاته سواءً على مستوى الأداءين الحكومي والبرلماني أو على مستوى الشعارات الانتخابية العشوائية العمومية والبعيدة تماماً عن العمل المحترف.

مثل هذا التحرك سيؤدي إلى كسب المزيد من المصداقية لدى الناس، وبالتالي إعادة بناء وسائل الضغط الشعبي من جديد بعد أن استهلكها أغلب النواب السابقين بشعاراتهم الرنانة الزائفة التي سرعان ما كانوا هم أول المنقلبين عليها، كما أنها فرصة لتصحيح المسار، وخصوصا في حال لو حرص المقاطعون على تسوية مسائل التعصب الديني والطائفي والفئوي والقبلي في داخل تيارهم.

أما بالنسبة إلى مشاركة مجموعة من النواب المقاطعين سابقاً في الانتخابات القادمة فهي تقع في حسبة الوقت الذي يحتاجه المقاطعون لبناء مشروع حقيقي، كما أنها فرصة جيدة أدت للتخلص من بعض قشور المقاطعة السابقة وخصوصا كلفة النواب السابقين وعدم جدوى الغالبية منهم، بل سير الكثير منهم بالاتجاه المعاكس للتطور المدني بسبب انتماءاتهم للعصبيات الدينية والطائفية أو القبلية.

يجب أن يعي من سيستمر في المقاطعة أن احتمالية بناء مشروع إنساني وطني يرتكز على العلوم باتت أعلى من السابق الآن، والفرصة متاحة للعمل بعيداً عن التعصبات والمصالح الانتخابية وأمراض الزعامة والتخبط وحب الظهور، والساحة خالية تماما أمام المقاطعين بعد مشاركة الكثيرين في محرقة المجلس القادم المحكوم عليه بالفشل بناءً على الأسباب ذاتها التي أفشلت الديمقراطية الكويتية لكل هذه السنوات.

أما أن يمر الوقت دون استثمار فهذه ستكون معيبة بحق الجميع، وأولهم المقاطعون على اعتبار وعيهم لواقع الحال وضخامة حجم التغيير المطلوب وضيق الوقت بحساب تحديات المستقبل.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك