معقول... هؤلاء مرشحونا؟!..يتعجب وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 661 مشاهدات 0

د. وائل الحساوي

الراي

نسمات - معقول... هؤلاء مرشحونا؟!

د. وائل الحساوي

 

الإعلامي العزيز محمد الملا يخرج علينا يومياً بفيديوات تم التقاطها لمرشحين كويتيين لمجلس الأمة، وهي عبارة عن مقاطع فكاهية تدل على مستوى بعض المرشحين التي تتخطى الوصف بأنها هابطة وتافهة، فهل يمكن أن يكون هذا هو مستوى الشباب الكويتي؟! وهل يمكن لهؤلاء المرشحين الذين لا تتخطى أعدادهم 400 مرشح أن يكونوا هم النخبة التي تتنافس على أهم المناصب السياسية في البلد؟!

أم إن في الأمر سراً لا نعرفه، وهدف البعض هو البروز أمام الناس وكسب الشهرة بأي وسيلة ممكنة؟! ولماذا لا يتم وضع اختبارات نفسية على جميع المرشحين للتأكد من أهليتهم للترشيح بدلاً من الاكتفاء ببلوغهم 30 عاماً وحملهم للجنسية الكويتية؟!

تدور اليوم نقاشات حامية الوطيس بين نواب المعارضة الذين قاطعوا الانتخابات للمجلس السابق، والنواب الذين شاركوا في مجلس 2013 حول وجوب الاعتذار للشعب الكويتي من عدمه، والحقيقة أننا لا نطلب منهم الاعتذار عن موقف كانوا يرونه صواباً (وهو المقاطعة) ثم تبين لهم عدم جدواه، وتبقى المسألة عبارة عن قناعات، لكن ذلك لا يعطي المقاطعين الحق في انتقاد إخوانهم الذين شاركوا وحاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أما قول المقاطعين إن المقاطعة كانت واجبة سابقاً وتخوين من شارك، فهذه جريمة لا يمكن قبولها، ولا نريد إضاعة الوقت بتفنيدها!

كذلك، فالقول إن المشاركة كانت واجبة، وأن من قاطع قد أجرم بحق الوطن، هو خطأ جسيم، فالمقاطعة وإن لم تحقق تراجع الحكومة عن نظام الصوت الواحد لكنها أوصلت رسالة واضحة للحكومة بأن الشعب الكويتي هو شعب حر ولا يرضى بتجاوز صلاحياته!!

المهم أن يتفق الجميع على بدء مرحلة جديدة لتدارك ما فات ولإصلاح أوضاع البلد، فيكفي ما عانيناه من مشاكل!!

اقرأوا سورة الحجرات!

القيل والقال، وهتك الأسرار هي سمة الانتخابات في كل مكان!!

وفي ظل انتشار «السوشيال ميديا» فالعملية سهلة، ويستسهل الكثيرون الطعن في الآخرين بحجة التنافس الانتخابي!

لكن ما لا يمكن القبول به أو إقراره هو ما يفعله بعض من المتدينين ومن أبناء الصحوة الإسلامية، ومنهم شيوخ دين يلقون الدروس ويعلمونهم الخلق والدين، ثم يتغافلون عما جاء في «سورة الحجرات» من دروس كبيرة حول شروط التعامل بينهم، بل ويحاولون الالتفاف على النصوص القرآنية الواضحة «إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا» و«يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن» و«ولا يغتب بعضكم بعضا»!

بعض هؤلاء المتدينين يتكلم بصيغة المشفق على خصمه، ثم يطلب منه التنحي وكأنما هو وصي عليه بحيث يمنعه من حق قد كفله له الدستور، وهو بذلك الكلام يحجر على المخلصين أن يكملوا مسيرتهم ويخدموا البلد!؟

آخر يردد بأن فلاناً قد أخذ فرصته ولابد له أن يترك المجال لغيره من المنافسين، واسأل هؤلاء المشككين: «لو كانت لديك تجارة وكلفت إنساناً مخلصاً بإدارتها وأدارها بنجاح، فهل تعزله من وظيفته من أجل فتح المجال للآخرين أم تتمسك به؟!

أما الشبهة الأقوى التي يرددها البعض من دون فهم أو تدبر لمعانيها، فهي الدعوة لنبذ التحزب والتكتل، ثم يأتيك بأمثلة على دمار الأمة بسبب ذلك التكتل ويدعوك لاختيار مرشحين لا تيار لهم ولا تكتل، وهذا الكلام ساقط لأنه دعوة صريحة لمحاربة كل ما لا يقف في صفه ويؤيد منهجه، فالتكتل هو سمة العمل السياسي وهو الطريق الأقرب لتنفيذ البرامج والأجندات السياسية بينما التفرق والعزف على أوتار الفردية في العمل كثيراً ما يفشل في تحريك الأمور ومنع الفساد، ولكن بشرط عدم الانزلاق باتجاه التكتلات الطائفية والقبلية والفئوية التي لا تخدم إلا شريحة خاصة على حساب الشرائح الأخرى!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك