الاوضاع اللبنانية في المجمل هي انعكاسات لمخاضات اقليمية.. بوجهة نظر عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب أكتوبر 27, 2016, منتصف الليل 415 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- لبنان والمتغيرات الدولية
عبد المحسن جمال
بعض الدول في العالم مع صغر حجمها، فإن لها تأثيرا لا بأس به في المتغيرات السياسية الاقليمية، وتجري الاحداث فيها وفقا للمتغيرات الدولية.
وتعتبر سويسرا احدى هذه الدول في القارة الاوروبية، كما ان لبنان هو واحد من هذه الدول في منطقتنا العربية.
فالاوضاع اللبنانية في المجمل هي انعكاسات لمخاضات اقليمية، ولمتغيرات دولية.
فمنذ سنتين ونصف السنة حُرم لبنان من انتخاب رئيس له، لان انتخابات الرئاسة في هذا البلد العربي الصغير تتأثر سلبا او ايجابا بما يحدث في المنطقة والعالم.
فلبنان الصغير هذا، يضم في جنباته نبض العالم العربي كله، ونشاطه مؤشر لما يدور حوله في العالم من مخاضات سياسية.
فاختلاف الفرقاء ينعكس سريعا على الواقع اللبناني، وبالاخص الاحداث في الجوار، واصطفافات الداخل تعرقل احيانا بدرجة او اخرى اختيار المؤسسات الدستورية فيه.
لذلك ينظر المراقبون الى اهمية قبول الاطراف الرئيسية اختيار الجنرال ميشال عون رئيسا لجمهورية لبنان، بعد معارضة استمرت اكثر من سنتين، وتأخر الاستحقاق البرلماني الذي انتهى بالتمديد للبرلمان الحالي، مؤشر لتغيير في التوازنات الاقليمية والدولية لمصلحة بعض الاطراف، واضطرار اطراف اخرى للقبول بموازنات كانت مرفوضة بحزم شديد منذ مدة قصيرة.
ومع ان البعض مازال متشائما مما يحدث، فإن من الواضح ان تزكية الرئيس سعد الحريري للجنرال ميشال عون رئيسا للدولة يعني تحريك الراكد من المياه السياسية الاقليمية والنظر بعين التفاؤل الى ضرورة تقديم التفاهم السياسي والتعاون الدبلوماسي، بدلا من استخدام العنف والمراهنة على استخدام القوة لاسقاط الدول، ولو بالاعتماد على الحركات الارهابية والتكفيرية التي اتضح ان اجندتها واهدافها تتناقض مع الاعراف الدولية والاخلاق الاسلامية.
ومع ان التقارب اللبناني- اللبناني قد فاجأ بعض الاطراف اللبنانية والعربية، فإن قبوله «دوليا» يجعل تطبيقه مقدمة لمتغيرات مصيرية وكبيرة قادمة.
تعليقات