أبرز مفسدات حرية الاختيار الانتخابي هي الانتخابات الفرعية .. هكذا يرى ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب أكتوبر 24, 2016, 12:43 ص 926 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية-الرأي الموجَّه للناخب
ناصر المطيري
هناك بعض الأمور والممارسات المفسدة لحرية اختيار الناخبين بحيث توجه اختياراتهم بعيداً عن معايير الكفاءة الحقيقية أو القناعة الشخصية بالمرشح..
ومن أبرز مفسدات حرية الاختيار الانتخابي هي الانتخابات الفرعية المجرمة التي أصبحت تمارس تحت مسمى التشاوريات أو التصفيات وهي لم تعد خافية على أحد، وتجري رغم أنف القانون.. ولا تقتصر الانتخابات الفرعية على القبائل بل هي تمارس بأشكال أخرى في أوساط العوائل والطوائف وكذلك بعض التيارات السياسية الدينية أو الليبرالية.
العيب الفاضح في الانتخابات أو التصفيات الفرعية أنها تصادر قناعة الناخبين وتوجه الأصوات وفق رأي أغلبية معيارها أكثرية الفوز حسب الفرز القبلي وفي نطاقات ضيقة، حيث تنعدم الارادة الفردية ويسود بدلاً منها اتجاه جماعي يكون أغلب أفراده منصاعين لرأي أغلبية حظي بها مرشح معين ليس لكفاءة أو تميز بل لأنه من فرع أو فخذ قبلي له الغلبة العددية على باقي الأفخاذ فيقود هذا الفخذ الفائز مجاميع الأقليات الأخرى نحو اختيار تعصبي أعمى. وغالباً تكون نتائج الفرعيات أو التشاوريات ظالمة لكثير من ذوي القدرة والكفاءة والمؤهلات والخبرة والاستحقاق لعضوية المجلس، ومن ثم يسود التذمر لتشكيلة المجلس الذي لا يلبي رغبة عموم الناخبين ولا يحمل مشاكلهم او يدافع عن قضاياهم.
الانتخابات الفرعية بكل أشكالها ومسمياتها تتناقض مع مبدأ دستوري أساسي وهو أن النائب يمثل الأمة، في حين نجد أن نتائج الفرعيات تصدّر لنا نواباً لا يمثلون في واقع الأمر الا قبيلة بل فرع في قبيلة، أو عائلة أو طائفة. الناخبون الذين يكون اختيارهم الانتخابي مبنياً على معايير الحفاظ على مقعد القبيلة أو أي فئة اجتماعية أو سياسية ليس من حقهم بعد ذلك انتقاد أداء البرلمان اذا جاء مخيباً لآمالهم لأنهم حصروا اختيارهم في نطاق تعصبي ضيق ونسوا الاختيار الحر من أجل برلمان يمثلهم ويعكس اتجاهاتهم الحرة، وبالتالي سيكون الجميع من الخاسرين، والخاسر الأكبر هو الوطن وديموقراطيته وتنميته.
تعليقات