أهل الإسلام يكررون كربلاء.. يتحدث عبد المحسن جمال في ذكرى إستشهاد الحسين
زاوية الكتابكتب أكتوبر 10, 2016, 12:13 ص 452 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- وجاءت كربلاء بدموعها وشموخها
عبد المحسن جمال
مرة اخرى، يدور العام دورته وتأتي ذكرى كربلاء من جديد لتحيي في المسلمين حزنا يتجدد، وآهة لا تتوقف.
تأتي كربلاء بحسينها وزينبها، وبصحبها وشهدائها الذين رسموا للامة طريق العزة وان قلّ الناصر، ودرب الاباء وان عجز المعين.
تأتي كربلاء وهي تقول للمسلمين، الذين لم يستوعبوا دروسها، لمَ تصرون على تكرار كربلاء مرة بعد اخرى؟
كربلاء التي فهمها الآخرون من كل الملل والنحل والاديان، ما زال اهل الاسلام يكررونها في الامة هنا وهناك بلا حسيب او رقيب.
ها هو الحسين يصدح بالحق مجددا «ما خرجت أشرا ولا بطرا، ولا ظالما ولا مفسدا، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر».
ولكن الامة في نزاعاتها واقتتالها البيني تكرر تحذير المصطفى صلى الله عليه وآله «لا ترجعوا بعدي كفارا يقتل بعضكم بعضا».
تأتي كربلاء وها هي الامة تجدد قتلها للاطفال، وسبيها للنساء، وهدمها لبيوت آل المصطفى واحبابه من دون خلق أو انسانية.
تعود علينا كربلاء الحسين ونحن نرى حولنا اكثر من كربلاء تتجدد دون وازع من دين، او رادع من خلق مستقيم.
لا يملك الانسان المؤمن الا ان يجدد ذكرى كربلاء عاطفة وعقلا، بكاء وفهما، وجدانا ودرسا، لنتجنب ما حذرنا منه المصطفى صلى الله عليه وآله بما معناه: «كيف بكم اذا رأيتم المنكر معروفا، والمعروف منكرا؟ قالوا أكائن ذلك يا رسول الله؟ قال: أعظم من ذلك، كيف بكم اذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟».
نحتاج اليوم الى تجديد الحديث عن كربلاء لنأخذ منها الدروس، ولتكون مقياسا لنا في معرفة الامور والاحداث، كيف لا وصاحبها هو احد سيدي شباب الجنة، كما اخبرنا جده عليه السلام، والذي قال عنه ايضا أحب الله من أحب حسينا، وقال كما في الصحيح، اذ دار كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين: «اللهم هؤلاء اهل بيتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».
.. فسلام على الحسين في كل حين.
تعليقات