الحكومة فشلت في جميع الخطط..برأي زياد البغدادي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 9, 2016, 1:13 ص 381 مشاهدات 0
النهار
زوايا- وأنا أكثر المتحلطمين
زياد البغدادي
لا اعتقد ان هناك من يقرأ هذه المقالة ولا يعلم معنى كلمة «متحلطم» ولكن للاحتياط وكما يقولون الاحتياط واجب سأعرف «المتحلطم»، (هو ذلك الغاضب من شيء ما ولا يقوى على تغييره)، ارجو ان اكون قد وفقت في تعريفي البسيط وهو للامانة ترجمة لسلوك المتحلطمين من ابناء بلدي.
اعتقد اننا في الكويت في طريقنا لتصدر دول العالم بهذه الصفة، فلا تجد غنيا او فقيرا الا تراه يتمتم في الكلام منتقدا من حوله، حتى اصبحنا فريقين متخاصمين كل منهما يتصيد اخطاء الآخر، ففريق الشعب اصبح لا يتحمل اي تصرف او قرار من الحكومة المتسلطة والمجلس الوهن وفي الجهة المقابلة يأتي جمهور الفريق الاخر المتمثل باصحاب القرار والتجار ليعيب على الشعب كسله وكثرة مطالبه.
نعم اننا في حالة خصومة ومن يقل غير ذلك فهو يكابر ويريد ان يضع المساحيق والماكياج ليجمل ما لا يمكنه تجميله، ولكن المؤلم في هذه الحالة المؤسفة تكمن في غياب المنطق ورجاحة العقل فالاغلبية يدلون بدلوهم لاهدافهم الخاصة بعيدا جدا عن المصلحة العامة، وتداخلت الاهداف الانتخابية والمادية في توجيه الرأي العام والشارع الغاضب لينتهي المطاف بأي مطالب وقضية لان تحفظ في شريط الذكريات.
ما شدني لكتابة هذا المقال جمله قرأتها في «التويتر» تستغرب حجم الاحتجاج والهجوم على المشروع المسمى بالوطني «عافية» والخاص بعلاج المتقاعدين، والذي ادهشني اكثر ان صاحب التغريدة لم يفكر بالرد على نقاط الاحتجاج والاعوجاج في هذا المشروع بل اكتفى بأننا شعب لا نعرف ان نحمد الله، وليختم وجهة نظره بقوله.. الحمد لله على نعمة الامن والامان.
هذه التغريدة اشعلت شمعة التفكير في مخيلتي فبدأت التساؤلات.. من هذا الرجل أو تلك المرأة ولماذا ربط الامن والامان في قضية لا تتجاوز مشروعاً قد تجد فيه من العيوب ومن الطبيعي ان نطالب باصلاحها؟ وما علاقة شكر الله على نعمه وفضله بقرار بشري يحتمل الخطأ والصواب؟، لماذا هذا التفاعل السلبي مع قضية تهم فئة افنت شبابها في خدمة هذا البلد وهم آباؤنا وامهاتنا بل اجدادنا وجداتنا؟
لم اجد في الحقيقة اي استنتاج منطقي لهذا الطرح، باستثناء ان صاحب هذه التغريدة يضع يده في الماء البارد وقد يكون جسمه كله، فاما ان يكون صاحب سلطة او صاحب مال فبذلك يكون في غنى عن كل ما تقدمه الدوله بالمجان، فهو يستطيع توفير ما يريده اما بالواسطة او المادة فلماذا يتفاعل و«يتحلطم»؟
خاتمة
«ما يحبونا» جملة تكررت على لسان اكثر من شخص، وبكل امانة كنت انكرها لسنوات عديدة بسبب عدم منطقية هذا الرأي، ولكنني امام واقع لا يمكنني نكرانه وهو يفرض علي ان اضع التفسير المناسب له، كثيرة هي الوعود التي لم تجد لها طريقا الا باستبدالها بوعود اخرى حول رغد الحياة والعيش الكريم والتطوير والازدهار الذي لطالما انتظرناه ورجوناه، لينتهي بنا المطاف الى حالة من التقشف مع تدني مستوى الخدمات وارتفاع الاسعار.
للامانة لم اعد افكر بحبكم، ولكنني اتساءل كيف تستغربون «تحلطمنا»، فالوضع يجعلنا اكثر «المتحلطمين»؟
زوايا
1- «اتحلطم» عندما اعلم ان القياديين والمسؤولين يستخدمون قاعة التشريفات والشعب يستخدم المطار الهالك والمتهالك.
2- «اتحلطم» عندما تعلم الحكومة انها سبب الازمة الاسكانية وتعلم قيمة الايجارات ولا تستحي من ان تقدم بدلا للايجار لا يمثل 30% من قيمة الايجار.
3- اتحلطم عندما لا يكون لنا جامعة حكومية الا واحدة والشدادية تحترق كل سنة وكأن الحريق يمثل لها تطعيما.
4- «اتحلطم» عندما تكون الرغبة السامية ان نتحول الى مركز مالي ونغدو في المراكز الاخيرة في اي قائمة للتطور والتحضر.
5- سأختم «التحلطم» برغبتي ولكن بالتأكيد لم تنته النقاط التي يمكنني ان «اتحلطم» عليها، نعم اتحلطم عندما تفشل الحكومة في جميع الخطط وتقرر نفس الحكومة ان تصلح ما فشلت فيه سابقا.
تعليقات