مآلات قانون جاستا.. إلى أين ؟
زاوية الكتابزايد الزيد يكتب عنها وعن ضرورة براغماتية الخليج والإتجاه نحو الشرق
كتب أكتوبر 5, 2016, 4:06 م 1377 مشاهدات 0
الخلاصة
نحن و«جاستا».. وأميركا والشرق
زايد الزيد
لا يختلف اثنان على أن العلاقات الأميركية - السعودية عاشت في الفترة الأخيرة أسوأ مراحلها وحالاتها، ومرد ذلك يعود الى تناقض الادارة الأميركية في تعاطيها مع مختلف القضايا في الشرق الأوسط وهي مواقف تراها الرياض - بطبيعة الأمر - لا تخدم استقرار وتوازن الشرق الأوسط، وخاصة في مناطق الصراع، وعلى الأخص منها في سورية والعراق، حتى جاء قانون «جاستا» بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير على مستوى العلاقات بين البلدين، و«جاستا» هو قانون جائر، قائم على الابتزاز، يتهم الرياض بما لا ناقة لها فيها ولا جمل في ما يتعلق بالارهاب ودعمه وتمويله، حتى عجز الفيتو الرئاسي المستخدم من ادارة اوباما عن ايقافه، ما يعني ان التوجه التشريعي العام لم يفهم او يقدّر ان القانون سيضر بواشنطن ايما ضرر ولا يخدمها في كل الأحوال، ولذلك حديث يطول..
والحقيقة ان دول الخليج وعلى رأسها السعودية باتت مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى باتخاذ مواقف اكثر حزما تجاه تناقضات الادارة الأميركية، فالادارة الحالية ستغادر المشهد خلال شهور مع انتخاب رئيس جديد، والشعب الأميركي انحصرت اختياراته ما بين مرشحين الأول جمهوري ممثلا في دونالد ترامب والآخر ديموقراطي ممثلا في هيلاري كلينتون، فالأول يمثل له قانون «جاستا» بمثابة طوق نجاة حقيقي لسياسته وخطاباته المقيتة والعنصرية ضد الاسلام والمسلمين ولهجة العداء التي اعتادها بربطه الارهاب بالاسلام، والثانية كلينتون هي الأخرى ليست ببعيدة عن هذا التوجه - وان كانت بدرجة اخف - فقد اتهمت في احد خطاباتها دول الخليج ومنها السعودية بدعم الارهاب، وهذا المشهد - من هذه الزاوية - يمثل مأزقا حقيقيا لمستوى العلاقات بين البلدين.
ومع اقرار قانون «جاستا» تكون الادارة الأميركية قد دخلت مرحلة العبث اللامعقول بالعلاقات بين البلدين، واصبحت دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة بأن تعي ان هذا القانون سيئ الذكر جاء ليعبر عن تغير مفصلي استراتيجي في السياسة الخارجية الاميركية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة وليس تجاه السعودية وحدها، لذلك بات لزاما على دول التعاون الخليجي ان تتجه فورا نحو الشرق، عليها ان تسعى الى بناء علاقات استراتيجية قوية مع الدول الآسيوية الكبرى كالصين والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا واندونيسيا، على الخليجيين ان يمارسوا السياسة وفق المذهب البراغماتي، وهو المذهب الذي تقوم عليه السياسة الغربية، ونظن ان الاندفاع الخليجي نحو الشرق سيجعل واشنطن تدرك ان دول التعاون الخليجي قادرة على بناء علاقات استراتيجية بمعزل عنها، وبغير هذا الطريق اعتقد اننا نتجه نحو الهاوية.
تعليقات