نعيش مهرجانات النصر في كل لحظة.. برأي صلاح الساير
زاوية الكتابكتب سبتمبر 29, 2016, 12:29 ص 335 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم- مهرجانات النصر!
صلاح الساير
الحديث عن الهزيمة لغو وثرثرة مثقفين يتحدثون من أبراجهم العاجية ولا يعلمون بأننا ننتصر كل يوم، ولذلك لا تشكل لنا الخسارات الوطنية والتراجعات (الوهمية) شعورا بالمرارة. فالسياسي في مجتمعاتنا ينتصر حين يصدق الجمهور وعوده الكاذبة، والشعب ينتصر حين يتم منع تجنيس غير المسلمين، والمشعوذ الإرهابي ينتصر حين يصدقه الغلمان ويفجرون انفسهم بين الابرياء، فيموتون شر ميتة وهم سعداء بالنصر العظيم، وكذلك يشعر بالفوز والانتصار كل من يحصل على صورة سيلفي مع «فاشينيستا» أو مذيع تافه!
***
درب الفوز وعر، والانتصارات لا تأتي بالتمني، لذلك نحن اعتدنا على افتداء النصر بأرواحنا، ودفع الغالي والنفيس. فمن أجل أن أفوز عليك «بعدد من الأمتار» أعرض حياتي وحياتك للخطر حين أقوم بتجاوز سيارتك بسرعة جنونية في الطرقات السريعة! وكذلك أنت قد تخرج من المحل مزهوا بالفوز العظيم لأن البائع المسكين أخطأ في حساب الفاتورة وغفل عن إضافة سلعة قيمتها دينار يتيم! وتتوالى انتصاراتنا الرخيصة وتحقق مجدها في مواقع الإعلام الاجتماعي حيث السباق المحموم والتنافس الشديد للحصول على «لايك» أو «فلورز»!
***
نحن والنصر صنوان لا يفترقان، فرغم سحابات الهزائم التي تتراكم في سماواتنا فإن الانتصارات تجري على الأرض حيث نعيش مهرجانات النصر في كل لحظة، فالزوج ينتصر حين تصدق الزوجة كذبته، والشعب يشعر بالنصر لأنه (لم يركع) رغم أن جميع مباني البلد ركعت وتهدمت بسبب قصف طائرات العدو! ننتصر حين نتلاعب بفاتورة الكهرباء، وننتصر ونحن نمارس النفاق الاجتماعي، وصاحب المحل يفرح بالنصر العظيم لأنه بعد أن وزن كيلو الطماطم للزبون استطاع بسرعة خاطفة أن يعيد إلى الرف حبة طماطم واحدة!
تعليقات