من أراد أن ينجح في حياته فعليه بالتعليم.. بوجهة نظر عبد العزيز الكندري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2016, 12:32 ص 416 مشاهدات 0
الأنباء
ربيع الكلمات- فاشلون أصبحوا عظماء!
عبد العزيز الكندري
«من أقبح أنواع الاستبداد، استبداد الجهل على العلم، واستبداد النفس على العقل»... الكواكبي.
كنت في أحد الدواوين، فجاء أحد الأصدقاء يتحدث عن أن أكثر الناجحين في الحياة كانوا بلا تعليم ولا مدارس، وكأنها رسالة إلى أن الجهل أفضل بكثير من التعليم، وهذه مع الأسف، أصبحت لدينا ثقافة عامة في المجتمع، أن معظم الناجحين لم يكونوا متعلمين أو بلا مدارس، وهذه مغالطة كبيرة تحتاج إلى توضيح، خصوصاً أن البعض بدأ يؤلف الكتب حول هذا الموضوع. والمشكلة إذا اقتنع الأبناء بهذه الفكرة، وهنا تكمن الخطورة بأن التعليم الجيد غير مهم.
ولو نظرنا إلى الدول المتقدمة، مثل سنغافورة وماليزيا، لوجدنا أنها انتقلت من مصاف الدول المعدمة إلى مصافي الدول المتقدمة، لأن هناك قادة تلقوا تعليماً جيداً، وقاموا بنهضة غير عادية لبلدانهم... مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو، درس في جامعة كامبريدج البريطانية، ورئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، درس في كلية ادوارد السابع، البريطانية أيضاً.
وقد ذكرت الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» عن مؤسسي شركة «غوغل»، أنه في يناير من العام 1996، كانت بداية الشركة في صورة مشروع بحثي بدأه لاري بايج، وسرعان ما شارك فيه سيرغي برين، وذلك حينما كانا طالبين يقومان بتحضير رسالة الدكتوراه في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا. لقد افترضا أن محرك البحث الذي يقوم بتحليل العلاقات بين مواقع الشبكة، من شأنه أن يوفر ترتيباً لنتائج البحث أفضل من ذلك الذي توفره أي أساليب متبعة بالفعل، والتي تقوم بترتيب النتائج حسب عدد مرات ظهور المصطلح الذي يتم البحث عنه داخل الصفحة.
الخلاصة أن مؤسسي الشركة كانا في مرحلة الدكتوراه وليسا فاشلين دراسياً، كما يشاع في هذه الأيام مع الأسف.
أما مارك زوكربيرغ، مؤسس «فيسبوك»، الذي يعد أكبر موقع اجتماعي في العالم، فقد بدأ في الموقع مع زملائه في قسم علوم الحاسب داستن موسكوفيتز وكريس هيوز، وهو في جامعة هارفارد، وقد تخرج من اكاديمية اكستر في 2002، وبعدها التحق زوكربيرغ بهارفارد، الجامعة الرقم واحد في تصنيف الجامعات. نعم هناك الكثير من الناجحين الذين لم يلتحقوا بالمدارس، ولكن عبر التعليم الذاتي والحياتي والإصرار والمثابرة يستطيع أن يحقق الإنسان الكثير. ولكن الذي أثارني، حديث الناس في المجالس وبعض الكتب، أن الأصل أصبح عدم التعليم، وهذا يكون قاعدة سلبية جداً في أذهان الطلاب. والبعض مع الأسف، بدأ ينشر دراسات من دون التأكد من مصدرها، أن الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس أصبحوا أقل ذكاء من الذين كانوا في بيوتهم! أي نوع من التخلف والجهل هذا؟
من أراد أن ينجح في حياته، فعليه بالتعليم. التعليم يمثل أهم مفاتيح المستقبل، وهناك الكثير من الأوقات الضائعة في حياتنا اليومية، وهذه الأوقات ثمينة، واذا استغلت بطريقة سليمة، فإن العائد سيكون كبيراً جداً على الفرد والمجتمع في الوقت نفسه، لأن الإنسان الذي يركز على الأمر الذي يريد تحقيقه، سيحققه بالنهاية.
العلم والتعلّم ليس لهما عمر معين. وكما يقول أبوالوفاء بن عقيل: «إني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح، فلا أنهض الا وقد خطر لي ما أسطره واني لأجد من حرصي على العلم وأنا في الثمانين أشد ما كنت أجده وأنا ابن عشرين».
تعليقات