الأيام المقبلة ستزداد طلبات الإستجواب للوزراء إستعدادا للموسم الإنتخابي القادم..برأي محمد الوشيحي

زاوية الكتاب

كتب 236 مشاهدات 0

محمد الوشيحي

الجريدة

أخر كلام- السيناريو القادم

محمد الوشيحي

 

السينما البرلمانية الكويتية هي السينما الوحيدة، على ظهر هذا الكوكب ومنكبيه، التي يعرف الناس تفاصيل أفلامها قبل عرضها، ويعرفون السيناريو كاملاً، وطريقة الإخراج. المجهول الوحيد، أحياناً، هو 'بطل' أو 'أبطال' هذا الفيلم أو ذاك. فالمخرج ينتقي من يشاء من النواب ليقوم بدور البطل الذي ينقذ حبيبته (الكويت) من العواصف والزلازل والبراكين، في اللحظات الحاسمة والأخيرة.

وفي الأيام القليلة القادمة ستمتلئ شاشات السينما بالأفلام البرلمانية، لمواكبة موسم العرض، الذي يوافق دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي.

وسيتزاحم 'فرسان' المجلس لاستجواب وزير المالية على خلفية رفع أسعار البنزين، فيتم ترتيبهم وتوزيعهم (أي ترتيب النواب وتوزيعهم) بحسب رؤية المخرج، فهذا هو البطل، وذاك السنيد، والثالث شقيق حبيبة البطل، والرابع هو الوفي، جار البطل وصديق طفولته...

وسنشهد تسابقاً على الاستجوابات لوزراء آخرين، استباقاً لحل البرلمان حلاً دستورياً، وهو حل يقف على الأبواب، وعلى وشك الدخول. ومن لا يشم رائحة حل البرلمان فليراجع طبيب أنف وأذن وعقل، على وجه السرعة، أو على قفاها.

وسنشاهد غداً أو بعد غدٍ تزاحم الاستجوابات في مكتب الأمين العام، فيطلب الأمين العام خزانة إضافية لتخزين كل هذه الاستجوابات المتناثرة فوق مكتبه، وقد يستعين بلجان تطوعية لترتيبها.

وسنقرأ في لوائح 'النومينو'، أو صحف الاستجوابات، أسماء وزراء الصحة والمالية والتجارة والتربية والإعلام، وقد يتقدم بعض النواب باستجواب لم يقرأه ولم يعرف قصته، لكنه دوره الذي يجب أن يؤديه، كي يقال إن البرلمان حُل بسبب شراسة نوابه، ويقال أيضاً إن هذا البرلمان هو الأكثر استجواباً مقارنة بالبرلمانات السابقة، فيتم تلميع النواب وتسويقهم و'إعادة استخدامهم' للموسم السياسي القادم. وكل عام وأنتم بخير.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك