أزمة غزة ترجيء الخلاف على رئاسة عباس

عربي و دولي

أكد تمسكه بالديمقراطية واجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقت واحد اذا تحققت المصالحة

399 مشاهدات 0


أرجأت الحرب في غزة تحديا يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتعلق بشرعية حكمه اذ تنتهي فترة ولايته التي تمتد اربع سنوات يوم الجمعة.

وسيؤثر تطور الامور في القطاع على قدرة عباس على مواصلة محادثات السلام مع اسرائيل. ولم تسفر المحادثات عن شيء حتى الآن سوى انها جلبت عليه حنق حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدعو للمقاومة المسلحة.

وطغى الهجوم الاسرائيلي العنيف على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بشكل مؤقت على الخلاف بين حركة فتح العلمانية التي يتزعمها عباس وبين منافسيها الاسلاميين بشأن ما اذا كان يتعين عليه ترك المنصب الآن.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في غزة انهم الآن يواجهون مشكلة أكبر من التاسع من يناير كانون الثاني واولويتهم هي القتال 'في هذه الحرب التي فرضت علينا والدفاع عن شعبنا.'

ومن جانبه أرجأ عباس الذي يرى ان تعديلات قانونية تعني أن فترة ولايته تنتهي في عام 2010 خططا لتحديد لموعد لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية يأمل أن تستبق أي جهود من جانب حماس لخلعه او استبداله.

وقال مسؤول فلسطيني بارز في رام الله ان عباس مشغول الآن بانهاء الحرب في غزة. وفور التوصل الى وقف لاطلاق النار سيطلب من حماس استئناف محادثات المصالحة الوطنية.

وأكد عباس في مؤتمر صحفي في مدريد يوم الخميس مطالبته بالديمقراطية والدفاع عنها وقال انه بناء على ذلك فعندما تتحقق المصالحة ستجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقت واحد.

لكن مع تصاعد مشاعر الفلسطينيين فان الخلاف على الرئاسة لن ينتهي بل ربما يتحول الى خلاف شخصي بدرجة أكبر.

وقال ايهاب زاهدة (32 عاما) ويعمل ممثلا في مدينة الخليل بالضفة الغربية ' مسؤولو حماس يوجهون أصابع الاتهام الى عباس وكأنه هو الذي قرر شن الحرب على غزة.'

وأضاف 'من الصعب على عباس حشد التأييد لانه ليس بامكانه عمل شيء لشعبه في غزة ولا يمكنه وقف العدوان. هل هذا هو ما حققه من مفاوضات السلام مع اسرائيل.'

وقال مصطفى البرغوثي وهو مرشح مستقل سابق للرئاسة ان الفلسطينيين اعتبروا حرب غزة تستهدفهم جميعا وليس حماس فقط وان اسرائيل في نهاية الامر ستضعف السلطة الفلسطينية وليس الاسلاميين.

وأبلغ رويترز ان ما حدث في غزة كشف الصراع بين الفصائل على سلطة غير موجودة فعليا لانها تحت الاحتلال. وأضاف ان هذا عمق الشعور بأن الجميع تحتل الاحتلال ويجب ان يتوحدوا لمواجهته.

لكن الوحدة الفلسطينية بدت صعبة المنال في السنوات القليلة الماضية.

فاندلت أزمة بشأن الحكم بعد فوز حماس في انتخابات عام 2006 واتسع الشقاق عندما اخرجت حماس قوات فتح من غزة بعد ذلك بنحو 18 شهرا تاركة للسلطة الفلسطينية بقيادة عباس السيطرة على الضفة الغربية المحتلة فقط.

وعملت قوات الامن التابعة لعباس على الحد من احتشادات التضامن مع غزة حتى لا تتحول الى احتجاجات مناهضة لعباس.

وقال نيكولاس بيلهام المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات 'الاثر النفسي لحملة غزة سيكون كبيرا في الضفة الغربية لكن في الوقت الراهن فان الاجراءات الامنية تبقيه محكوما. الضغوط تتصاعد.'

واتخذت حماس كذلك اجراءات مشددة ضد المتبقين من أنصار فتح في غزة حتى تحت القصف الاسرائيلي. فهي تواجه القوة العسكرية الاسرائيلي في صراع غير متكافيء على أمل أن يعزز صمودها مكانتها السياسية.

وقال المحلل السياسي باسم الزبيدي انه اذا خرجت حماس من هذا الصراع قوية فانها ستثير المشاكل لعباس الذي سيكون مضغوطا بين مطالب اسرائيل ومطالب الاسلاميين.

وأضاف انه اذا خسرت حماس فانها قد تلجأ للعمل السري ولكنها ستظل تمثل مشكلة لعباس وتحاول تدمير مشروعه.

وبعد أن بدأت اسرائيل هجومها يوم 27 ديسمبر كانون الاول الماضي كرر الرئيس الفلسطيني ما قاله زعماء الولايات المتحدة ومصر بشأن القاء اللوم على حماس في استفزاز اسرائيل بانهاء التهدئة واطلاق صواريخ من غزة.

ويتعارض ذلك مع اراء العديد من الفلسطينيين الذين يرون أن اسرائيل انتهكت بالفعل التهدئة التي تم التوصل اليها بوساطة مصرية لتستمر ستة أشهر بحصارها العقابي للقطاع وغاراتها على النشطاء.

وعدل عباس من نبرة خطابه وبدأ يطالب بالحاح منذ ذلك الحين بوقف فوري لاطلاق النار لكن ظل هناك انطباع بأنه في حالة عدم تيقن.

وقال بيلهام من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات 'انه يحاول معرفة اتجاه الريح والسير معه.' وأضاف 'حوله مستشارون يرون مزايا يمكن كسبها من اذلال حماس في غزة.'

وقال ان جدوى محادثات عباس بشأن تأسيس دولة قد تعتمد على ما سيسفر عنه الصراع في غزة.

وتابع 'يتعين أن نسأل ما هي فرص عملية السلام اذا استمرت المذبحة في غزة لعدة أيام أخرى.'

وأضاف 'كيف يمكن تحقيق ذلك في أعقاب ما يجري في غزة.. واذا لم يتحقق كيف سيؤثر ذلك على شرعية حكم عباس..'

وسيكون لنتيجة الانتخابات الاسرائيلية المقررة يوم العاشر من فبراير شباط المقبل لاستبدال رئيس الوزراء أيهود أولمرت ولسلوك الادارة الامريكية الجديدة في عهد باراك أوباما أثر كبير كذلك على فرص انعاش جهود السلام.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني علي جرباوي 'لا نعرف ما الذي سيفعله أوباما' وأضاف ان عباس يجب ان يتجنب نوع المحادثات التي قوضت مصداقيته العام الماضي 'اذا كان الامر مجرد تقبيل أولمرت على خديه فيتعين عليه أن يرفض.'

ومن الصعب توقع كيف سيتمكن عباس من الزام الفلسطينيين بأي اتفاق سلام مع استمرار الصراع بين حماس وفتح.

وقال ناصر شعراوي (25 عاما) وهو طالب بجامعة القدس في الخليل 'كان الامر صعبا وسيظل صعبا.'

وأضاف 'عباس يريد السلام والمفاوضات. وحماس تريد القتال والتحرير. ليس لديهم هدف مشترك.'

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك