مشعر 'منى' جاهز لاستقبال ضيوف الرحمن
عربي و دوليسبتمبر 9, 2016, 2:09 م 1793 مشاهدات 0
أضحى مشعر مِنى الذي يضم أكبر مدينة للخيام بالعالم تضم 160 ألف خيمة، على أهبة الاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن، التي تبدأ طلائعهم بالتدفق على المشعر مساء اليوم الجمعة، للمبيت فيه استعدادا لقضاء يوم 'التروية' غداً السبت الـ8 من ذي الحجة.
ويتجه ضيوف الرحمن في اليوم الثامن من ذي الحجة إلى صعيد منى، على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وسُمي الثامن من ذي الحجة بيوم التروية لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه.
ويُستحب التوجه إلى مِنى قبل الزوال - أي قبل الظهر - فيُصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع، والسُنة أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية.
ويعود الحجاج إلى مِنى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر في اليوم السابق ومن ثم المبيت في مُزدلفة.
ويقضون في مِنى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه.
وأعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليُسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة للمشعر.
وقالت وكالة الأنباء السعودية اليوم إن قيادة قوات أمن الحج جندت جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى، وتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم بعد.
وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل، لنقل حجاج بيت الله الحرام.
وتعد خيام مِنى البيضاء الجميلة والمطورة من أشهر العلامات البارزة التي اشتهرت بها مدينة مكة المكرمة طول التاريخ الإسلامي.
كما تُعتبر أحد أكبر المشروعات التي نفذتها حكومة المملكة في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة الحجاج.
وقد تم تنفيذ المشروع على مساحة تقدر بمليونين وخمسمائة ألف متر مربع وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة للحجاج، لتستوعب نحو مليونين وستمائة ألف حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم.
ويشتمل مشروع الخيام على أسس الأمن والسَّلامة والملائمة للمحيط العام، ويتضمن شبكة للتكييف، وخراطيم المياه الداخلية، وطفايات الحريق وزن 6 كجم موزعة بالممرات والخيام.
وتحتوي كل خيمة على رشاشات مائية تعمل حال استشعارها الحرارة، فيما توزعت في وسط المخيمات مجموعة من دورات المياه والمواضئ، كما جهزت بموزعات للطاقة الكهربائية ومطابخ، ومكبات للنفايات.
وخيام مِنى مصنوعة من أنسجة زجاجية مغطاة بمادة التفلون المعروفة بمقاومتها العالية للاشتعال وعدم انبعاث الغازات السامة منها، ومزودة بالتكييف إلى جانب مقاومتها للعوامل المناخية، ومرونة أجزائها للتشكيل والتركيب.
ورُوعي في اختيار شكل الخيام ملاءمتها للطابع الإسلامي واستعمال أفضل التقنيات الحديثة في مراحل التصنيع والتنفيذ، بما يتيح الاستفادة القصوى من مساحة المشعر.
واُتخذت في مخيمات مِنى إجراءات صارمة لتوفير الأمن والسَّلامة من أخطار الحريق، حيث أنشئت شبكة لإطفاء الحريق، مكوَّنة من فوهات رئيسة للحريق بالشوارع، وشبكة متكاملة لمياه الإطفاء، وإنشاء خزانات خاصة لمياه الحريق على شكل أنفاق بأعلى الجبال تغذي تلك الشبكة.
وجرى تطويق كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها أبواب رئيسة وأخرى للطوارئ، يسهل فتحها من داخل المخيم، كما يتخلل المخيم ممرات تَمَّ رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، ومخارج للطوارئ وغيرها من الخدمات.
وتبلغ مساحة مشعر مِنى بحدوده الشرعية 16,8 كم2، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام.
ومشعر منى هو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج ، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مزدلفة وادي 'محسر'.
ومشعر مِنى له مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ونزلت فيه سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم.
تعليقات