الأطباء والمرضى .. خصمين لا انجذاب بينهما

محليات وبرلمان

كثرة أعداد المرضى وعدم الالتزام بالدور وتعالي بعض الأطباء من أهم أسبابها

763 مشاهدات 0


كثيرة هي الحوادث والمعارك والمواقف السلبية التي تحدث بين كل من الأطباء والمرضى، ولازالت مستمرة حتى وقتنا هذا، وكل منهما يرمي أصابع الاتهام على الآخر، و كأنها خصمان يتنازعان على التركة، والحقيقة أن  لكل منها دوافع أدت به للسير نحو هذا العنف المتبادل وعدم ثقتها ببعض، والأسباب التي دفعت للوصول لهذا الأمر تشعبت وكثرت، ومنها أن بعض الأطباء وخصوصا الوافدين منهم لايبالون بالوضع الصحي للمريض، ويعتبر مهنته مجرد استلام للراتب في نهاية الشهر، فيؤدي عمله على انتظار أن ينهي مناوبته فقط، وكما أنها ليست دياره حتى يبالي بأهلها، كي يقوم ويبذل قصارى جهده من أجلها كنوع من خدمة بلاده، والأدهى أن بعضهم تجد لديه قمة التصرف الإنساني والتعاطف ويؤدي عمله الطبي بأكمل صورة عندما يواجه أحدا من بني جلدته، وآخرون يرفضون بذل أي مجهود لإنقاذ شخص لأنه تعرض من موقف من أحد 'المرضى الكويتيين ' فجعل كل كويتي بنظره لا يستحق عناء الإخلاص والعمل لأجله، و هذه الصورة تتضح كثيرا على وجوههم ولايخجل من وضوح هذا الكره المنبعث،  والذي يصل في بعض الأحيان بأن ينطق استهزاءا ببضع كلمات لتكشف الحقيقة الخفية لبعضهم، و لانعممها على الجميع لكن لابد أن البعض قد مر بتلك المواقف حتما، وللإنصاف أيضا هناك بعض الأطباء الكويتيين للأسف تصدر منهم مثل هذه التصرفات وخصوصا مع الوافدين.
إضافة إلى ذلك ان وزارة الصحة مع الأعداد الهائلة من المرضى و تزايد التركيبة السكانية في الكويت، نجد أن عدد الأطباء لازال لا يناسب عدد المرضى، وتجد الأطباء المناوبون في عيادات الحوادث والطوارئ قد لا يتجاوز طبيبا واحدا أو أثنين، فعندما يلاقي هذا الطبيب كما هائلا من الأعداد التي ترمى عليه، هل تعتقد أنه سيكون مبتسما رغم الضغط والتعب الذي يعاني منه؟!! 
وكما أن للأطباء وجوه متنوعة، نجد أيضا بعض المرضى يأتي بكل وقاحة، ولا يمتلك أسلوبا راقيا بالتعامل مع العاملين بالمستشفى، وقد ينظر لهم كخدم أو عمالة قد أتى بهم بماله، وقد يزمجر في وجوههم مطالبا بأن يؤدون عملهم على أكمل وجه، وآخرون يأتون للمستشفى وحالتهم  لاتمنع من أن يقوموا  بتنظيف أنفسم أو تجد الأطفال بأسوء  وضع والقذارة تملأ  ملابسهم،  فلا تعتنى الأم بتنظيفهم أو الاهتمام بوضعهم، فتجد رائحة بعضهم الكريهة واضحة جدا،  وتأتي بصورة سيئة لتطالب الأطباء بمعالجتهم، مما تنعكس صورة سلبية على  أداء الأطباء من خلال السلوك المتبع نحو المرضى.
كثيرة هي الصور التي تحيط  بوزارة الصحة، ولا نعلم من هم المخطئين و من هم الصائبين، إلا أن الأمر الصحيح والذي يجب أن يتم،  هي عملية التنظيم والخطط الطبية المناسبة والوسائل التي يجب أن توضع لتسهيل عملية تدافع المرضى على العيادات، ويتم ذلك بفتح عيادات أكثر مناسبة لأعداد المرضى المتزايد و زيادة الكوادر الطبية التي تحمل شهادات معترف بها ولديها  امتيازات يفتخر بها , كما أن'الرقابة' هي العنصر الأهم على كل من الطرفين لتظهر الحقيقة وطرقها كثيرة، فالإمكان وضع جهات رقابية تؤدي دور المرضى، أو وضع كاميرات تحسم المواقف التي تحدث، وبالتالي تتضح الرؤيه التي نحن بحاجة لها، و ربما الكاميرا تجعل الطبيب يبتسم حتى لو كذبا ويعلم أن هناك جهة تحاسبه في وقت التقصير في العمل، مع تشجيع التنافس بينهم من خلال إبراز الاكتشافات المهمة والعمليات والجراحات النادرة، لتكون دافعا للخاملين من الأطباء بأن يعملوا مع تحسين الظروف المحيطة بهم من تجهيز غرف مناسبة بالمعدات والأجهزة و الهيئة التمريضية.
نحن بالكويت بحاجة لإعادة برمجة الوضع الصحي كي يتم تفادي الأخطاء و تعود الثقة مرة أخرى بالأطباء والعاملين بهذا المجال الطبي،   مع العلم بأن هناك الكثير من الأطباء بمثابة ملوك رحمة تسير على الأرض سواء من الكويتيين أو الوافديين، ويحاولون قدر المستطاع مساعدة المرضى، ولكنهم أيضا بحاجة إلا التخفيف عنهم، لأن الله سبحانه وتعالى لايكلف نفسا إلا وسعها.
 
 
 
 
الآن -تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك