كلمة ممثل حزب الأمة ' في مظاهرة نصرة غزة
محليات وبرلمانيناير 5, 2009, منتصف الليل 488 مشاهدات 0
الحمد لله رب العالمين ولي المؤمنين المستضعفين ونصير المظلومين الصابرين وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)
أيها الشعب الفلسطيني الكريم بدمائه وتضحياته .... العظيم بشهدائه وبطولاته.. حتى ضربت أروع المثل في الفداء والبطولة
يجود بالنفس إذ ضن الجبان بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
أيها الشعب المحاصر في أرض فلسطين المباركة أرض الشهداء الأبرار والثوار الأحرار لقد كان هذا هو قدرك أيها الشعب العظيم أن تكون أنت المسيح المخلص للبشرية كلها لتقف وحدك في وجه قوى الشر والجور والطغيان أمام أعداء الله ورسله وأعداء بني الإنسان كما وصفهم القرآن (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا)!
أيها الشعب المرابط في أرض فلسطين لقد كان قدرك أن الله اصطفاك لتكون الطائفة المنصورة التي ستقف في وجه قوى الاستعمار والطغيان العالمي وستتحطم كل مؤامراته على صخرة إرادتك الحرة كما جاء في الصحيح لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم روى الحديث بزيادة فيه بلفظ : ' لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ، لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله و هم كذلك ، قالوا : و أين هم ؟ قال :ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس '
يا أهل فلسطين الجريحة يا أهل غزة والضفة والقدس ويا أهل المخيمات واللاجئين في الشتات إن قضيتنا وقضيتكم اليوم تواجه تحديات كبرى بعد أن نجح العدو أو كاد أن ينجح بتنفيذ مخططاته في مشروع الشرق الجديد بعد أن حيد مصر وأخرجها وحاصر سوريا وأضعفها واحتل العراق ودمره واختطف الخليج والجزيرة العربية بقرصنته الدولية فإذا هي من أحلافه وأسلابه تساير أهواءه وتسير في ركابه حتى صارت مؤتمراته ومؤامرته تعقد في أوطاننا المسلوبة ويشن حروبه علينا بأموالنا المنهوبة ولم يبق اليوم من يقف في وجه طغيانه وإحباط مخططاته وإفشال مؤامراته إلا المقاومة الباسلة في أرض فلسطين ولبنان والعراق وإن ما تتعرضون له من حصار وتجويع وحرب وقصف ما هو إلا حلقة في هذا السياق لاستكمال مخططاتهم الإجرامية للسيطرة على الأمة كلها.
وإننا إذ نؤكد بأننا والأمة كلها معنا نقف معكم ونؤازركم ونواسيكم ونآسيكم في محنتكم فإننا نعتذر إليكم من تقصيرنا في حقكم وعجزنا عن القيام بالدفاع عنكم وحمايتكم فقد حيل بيننا وبينكم بالجنود والحدود وبالسياج والقيود وبالخنادق والسدود غير أن إرادة الأمة الكريمة ستحطمها بإذن الله تعالى.
أيها المجاهدون والمقاومون في أرض فلسطين من جميع فصائل المقاومة إن بأيديكم اليوم ما تستطيعون به كبح جماح عدوكم الذي استغل تفرقكم وتشرذمكم وإن أول أسباب النصر والقوة
أولا: وحدة صفوفكم وتوحيدها كما قال تعالى(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)أي قوتكم ونصركم.
ثانيا : المبادرة لتشكيل جبهة تحرير تضم كل فصائل المقاومة لتمثيل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بعد أن ثبت أن عودة منظمة التحرير الفلسطينية للحياة من جديد أمر مستحيل وسيستطيع الشعب الفلسطيني من خلال هذه الجبهة السياسية مخاطبة العالم كله بصوت واحد.
ثالثا: استخدام سلاح الردع الوحيد من جديد وهو العمليات الاستشهادية في ظل حالة فقدان توازن القوى بينكم وبين عدوكم وهو السلاح الذي أثبت قدرته على ردع العدوان في السابق مع تجنب قتل الأبرياء من الأطفال والنساء فإن الشعب اليهودي هو أيضا ضحية زعمائه وطغاته ومنظماته الصهيونية التي ساقته وتسوقه نحو المحرقة بسبب فسادها وعمالتها لقوى الاستعمار التي اتخذتها رأس حربة في خاصرة العالم العربي والإسلامي وقد عاش اليهود في ظل عدل الخلافة الإسلامية ألف وثلاثمائة سنة لهم ذمة الله ورسوله وما زالوا يعيشون في عدد من الدول العربية والإسلامية كذلك إلى اليوم غير أن الكيان الصهيوني وعصاباته الإجرامية لا تمثل اليهود بل هي مطية الرأسمالية ورأس حربة للإمبريالية الدولية.
رابعا: تحضير وتعبئة الشعب الفلسطيني لانتفاضة ثالثة كبرى لا تقف ثورتها حتى تتوج بتنفيذ كل القرارات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية ومن ذلك حق عودة اللاجئين واسترجاع القدس وإقامة الدولة الفلسطينية.
كما نتوجه من هذا المنبر إلى الأمة وقواها الحية من الخليج إلى المحيط بكل تيارتها وتوجهاتها لقد آن الأوان لنا جميعا نحن العرب أن نعيد النظر في موقفنا من دويلات الطوائف القطرية التي رسمها وأقامها مشروع سايكس بيكو الاستعماري منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى فقد أثبت الواقع ومنذ ثمانين سنة أن هذه الدويلات أعجز من أن تحقق الأمن لشعوبها أو تحقق الاستقرار والتنمية لدولها أو أن تعيد لنا فلسطين السليبة أو تحقق لنا العزة والحياة الكريمة وإن ما يعانيه ثلاثمائة وخمسون مليون عربي في اثنتين وعشرين دويلة من استبداد سياسي وفساد إداري ومالي وتخلف تنموي ما هو إلا ثمرة طبيعية لهذه الشجرة الخبيثة التي قسمت الوطن العربي الكبير إلى دويلات طوائف ضعيفة ... وأحوال العراق ومصر والسودان والشام والمغرب والخليج كلها شاهدة على ذلك.
أيها العرب الأحرار في كل مكان لقد آن الأوان أن نتجاوز هذا الواقع بأنظمته وحكوماته لنرسم مستقبلنا بأنفسنا وبإرادتنا كشعوب العالم الحر التي بادرت لتغيير واقعها نحو مستقبل أفضل فهذا هو الطريق الوحيد لنصرة فلسطين وتحرير الأقصى وإن بإمكان القوى الشعبية من أحزاب سياسية وجماعات ومنظمات أن يكون لها دور فاعل في تغيير هذا الواقع بما في ذلك دعم قوى المقاومة في فلسطين.
أيها الشهم العربي والحر الأبي في كل مكان إنك تستطيع أن تنصر إخوانك في فلسطين حتى وإن تخلت عنهم الحكومات فقد جاء في الحديث الصحيح (من جهز غازيا فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا)فكل واحد منا باستطاعته أن يؤمن أسرة فلسطينية باستقطاع شهري ليعزز صمودها أمام العدوان الصهيوني وعلى من عجز عن ذلك أن يجاهد بالكلمة والتحريض على الجهاد في سبيل الله كما قال تعالى(يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) وجاء في الحديث الصحيح(جاهدوا بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم).
كما نتوجه لحكومات العالم العربي والإسلامي وإلى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحمل مسئولياتها التاريخية بممارسة كل الضغوط السياسية لوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ولا أقل من طرد سفراء الكيان الصهيوني وتفعيل المقاطعة العربية له ودعم صمود شعب فلسطين ماليا وسياسيا ومعنويا.
كما نناشد مصر الكنانة مصر العروبة مصر الثورة أن تفك الحصار عن أهل غزة وهو حصار إجرامي جائر مخالف لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية والأعراف الإنسانية ولا أقل من أن تبادر مصر الشهامة والكرامة لفك الحصار من جهتها لتبرأ ذمتها أمام الله والتاريخ.
أمتي جاوزت كل الأمم في الرزايا بعد موت الهمم
يشتكي الأحرار ظلما مثلما يشتكي الأبرار وأد القيم
كل أهل الأرض أحياء سوى أمتي من بينهم في الرمم
سامها بالذل من لو تنتبه لحظة من نومها لم ينم
ودعاها لسلام دائم فتفاجئنا بهذا السلم
واعتذرنا عن جهاد سابق واعترفنا عنده باللمم
فعفى عنا وكانت وصمة دونها العار ولم نحتشم
وقضى النتن بأن يقضى على كل حر بيننا لم يخم
فاستحر القتل والسجن بهم وتجارينا بقطع الرحم
كم كريم فتك الظلم به فغدا الفتك حليف الكرم
وغدا الإسلام فينا تهمة دونها تقصر كل التهم
أمتي حاربت دينا لم يكن لك إلا شرفا في الأمم
إنه لولاه ما كنت على هذه الأرض ولم تحترم
وجرى ما يضحك الثكى وما لم يراودنا ولا في الحلم
رقص النتن لها من طرب وتجرعنا صنوف الألم
لم تعد حيفا ولا يافا لنا لا ولا القدس وطول الكرم
وإذا القدس التي نهفو لها طالما نروي ثراها بالدم
دونها النتن ونحن دونه نرتجي منه دخول الحرم
إنما هذا سلام زائف بيعت القدس به بالوهم
فانتظر يا نتن إنا أمة لم تصب آمالها بالعقم
وانتظر من بعدها أسد الشرى كل ليث يأتز باللغم
وجيوشا تعرف الحق إذا غلبت لم تنتهك للحرم
فيعود المسجد الأقصى على جثث الأبطال وسط الحمم
في بهاء وجلال باهر مثلما قد كان منذ القدم
فعيون دامعات حسرة ورؤوس طأطأت من وجم
وعيون دامعات فرحة وجباه تنحني في شمم
هزها الموقف إذ قام الذي قادها للنصر يوم القدم
فأتى للجيش في ساحته جاهزا من أجل رفع العلم
ثم حياهم وحيوا قائدا لم ينم عن جيشه في الأطم
وتلى الحمد وأسرى فيهم وعفى عن كل أسرى الخصم
ودعاهم لسلام دائم ووفى في عهده والذمم
سنة كانت لنا عن عمر فمع الإحسان حسن الشيم
وعلى القدس سلام دائم ما همى فيها كريم الديم
تعليقات