أوغلو: داعش يستهدفنا لأننا نمنع وصول المقاتلين الأجانب إليه
عربي و دوليأغسطس 22, 2016, 5:40 م 454 مشاهدات 0
أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الاثنين، أنّ بلاده كانت وما زالت الهدف الأول في لائحة المُستهدفين من قِبل تنظيم داعش الإرهابي، بسبب إعاقتها وصول المقاتلين الأجانب إلى صفوفه والأضرار التي ألحقتها به.
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو هذه في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الليتواني ليناس لينكيفيسيوس الذي يزور أنقرة للتعبير عن تضامن بلاده مع تركيا عقب المحاولة الانقلابية.
وشدد جاويش أوغلو على أهمية دور تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في دحض أيديولوجية تنظيم داعش الإرهابي، وأنّ سبب استهداف الأخير لتركيا هو تصريحات اردوغان حيال عدم إمكانية أن يكون التنظيم ممثلاً للإسلام، مبيناً أنّ بلاده ستستمر في مكافحة داعش، وفي دعم الدول المشاركة في مكافحته.
ورداً على سؤال حول آخر التطورات الميدانية في محافظة حلب السورية، أكّد جاويش أوغلو أنّ أنقرة ساهمت بشكل فعال في محاربة تنظيم داعش، وأنها ستواصل دعم كافة الأطراف المشاركة في مكافحة هذا التنظيم وعلى راسهم المعارضة السورية المعتدلة، مستثنياً المنظمات الإرهابية التي تدّعي محاربة داعش بهدف الحصول على الشرعية. (في إشارة إلى تنظيم 'ب ي د' الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية).
وتابع جاويش أوغلو في هذا الصدد قائلاً: 'تركيا كانت وما زالت الهدف الأول بالنسبة لداعش، لأن تركيا عملت على تجفيف كافة المصادر التي تزوّد التنظيم بالمقاتلين الأجانب، والأصح أعاقت وصول المقاتلين الأجانب إلى صفوفه، فقد قمنا بفرض حظر دخول على 55 ألف شخص إلى الأراضي التركية، وأبعدنا قرابة 4 آلاف شخص إلى خارج البلاد، وهناك أعداد من عناصر داعش موقوفين حاليا لدينا'.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الأوروبية حيال محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا منتصف الشهر الماضي، أفاد جاويش أوغلو أنّ بعض الدول الأوروبية لم تستطع فهم العواقب الوخيمة لهذه المحاولة وأنهم بدؤوا بإطلاق تصريحات سلبية تستهدف الدولة التركية، مبيناً أنّ هذه التصريحات دفعت بالأتراك إلى التفكير بأنّ هذه الدول انزعجت من فشل محاولة الانقلاب.
ولفت جاويش أوغلو أنّ صمود الشعب التركي وتصدّيه لمحاولة الانقلاب، قطع الطريق أمام حالة عدم الاستقرار التي كانت ستطال دول القارة الأوروبية في حال نجاح المحاولة الانقلابية، لافتاً في هذا الصدد إلى أنّ أمن أوروبا واستقرارها ونموها الاقتصادي مرتبط بأمن واستقرار تركيا لما للأخيرة من أهمية جغرافية.
وعن العلاقات الثنائية بين البلدين، أكّد جاويش أوغلو أنّ حجم التبادل التجاري القائم بينهما في تقدّم مستمر، وأنّ عدد السياح الوافدين إلى تركيا يشهد ازدياداً مستمراً، شاكراً في هذا الخصوص المسؤولين الليتوانيين على دعمهم لمسيرة إنضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي.
من جانبه شدد لينكيفيسيوس على ضرورة فتح قنوات الاتصال بين تركيا ودول القارة الأوروبية وإقامة حوارات بنّاءة، قبل استئناف محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي.
وأوضح لينكيفيسيوس أنّ تركيا تعد من أهم شركاء الاتحاد الاوروبي، وأنّ للأخيرة مكانة مرموقة داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشدداً في هذا الخصوص على ضرورة التكاتف ومواجهة التحديات المشتركة.
وعن محاولة الانقلاب الفاشلة قال لينكيفيسيوس: 'نثق بأن المؤسسات القضائية في تركيا ستتعامل وفق القوانين والدساتير ومبادئ حقوق الانسان مع الضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة'.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة 'فتح الله غولن'، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة 'فتح الله غولن' قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
تعليقات