نحن بحاجة الى الابتعاد عن المجاملات واحضار اصحاب الخبرة من الخارج.. يطالب زياد البغدادي
زاوية الكتابكتب أغسطس 21, 2016, 12:13 ص 457 مشاهدات 0
النهار
زوايا- أعطِ الخباز خبزه!
زياد البغدادي
بكل امانة ضجرت من تكرار عبارة «ما كانت عليه الكويت في الماضي»، وفي كل مقال استذكر واتحسر على ماضينا الجميل وواقعنا المرير، ولكنني مع قساوة المرارة الا انني لن اقطع الامل في الوصول الى ما كنا عليه بل طموحي يتعدى ذلك لما هو افضل ولاننا نستحق الافضل. قبل 30 سنة من الآن كانت الحكومة تملك الرؤية وكانت تخطو خطوات جادة في تحقيق السياحة الداخلية، لاسباب اقتصادية تهدف الى تدوير رؤوس اموال الطبقة المتوسطة داخل البلد او لاسباب اجتماعية هدفها توفير الترفيه للمجتمع الكويتي، الا اننا وكما هو واضح قد اضعنا بوصلتنا وضللنا الطريق.
اقضي اجازتي في استراليا وتحديدا في منطقة «جولد كوست»، وبكل امانة كلما نظرت الى زاوية او معلم سياحي او ترفيهي استذكر الكويت، واسال نفسي لماذا لا نجد ذلك عندنا فهو يمكن تطبيقه؟ وليعذرني ويحللني المسؤولون في شركة المشروعات السياحية فلم يغب ذكرهم عن لساني، فهم المسؤولون امامي وان ذكروا تبريراتهم ووفروا اعذارهم ولكن هذا كله لا يبرر فشلهم ولا يعفيهم من مسؤولياتهم دامهم على رأس عملهم.
الصدفة وحدها التي جعلت من خبر القرية المائية ان يكون حديث الساعة في الكويت وانا اصارع افكاري واتجرع حسرتي، فكانت ابتسامتي رغم حزني على هذا الخبر والتعليقات الساخرة التي ملأت «تويتر» على هذه القرية التي لا تستحق حتى لقب فريج، وقد كانت ابتسامتي مسببة وذلك لانني عرفت موضع الخلل الذي تسبب لوصولنا لهذه المرحلة.
فقد اتضح بالدليل القاطع اننا امام ازمة ادارية وان اصحاب القرار في الشأن السياحي لا يملكون الخبرة المناسبة في ادارة هذا الملف الحيوي والمهم للشعب والدولة، ووصولي لهذه القناعة يعد مكسباً فإن بداية حل اي مشكلة يكمن في الاعتراف بها ومن ثم تحديد مواقع الخلل فيها، وخللنا يكمن في المشروعات السياحية.
شواطئ الكويت، ومنتزه الخيران، ومجمع احواض السباحة، والمدينة الترفيهية، وحديقة الشعب، والجزيرة الخضراء، وحديقة الحيوان، ومئات الاراضي من املاك الدولة في اماكن رائعة بل لا تقدر بثمن كفيلة بان تنفذ بها مئات المشاريع السياحية البعيدة عن الاكل.
نعم اننا امام قرار صعب ولكنه مستحق لتعديل الكفة المائلة، نحن بحاجة الى الابتعاد عن المجاملات واحضار اصحاب الخبرة من الخارج، نحن بحاجة الى خبرات قد حققت نجاحات في هذا المجال ولتكن هذه النجاحات موثقة بالادلة.
نعم الشركات العالمية هي الحل، لنرغبهم ونوفر لهم البيئة المناسبة، لندفع لهم ونشاركهم في الربح ولو بالقليل، ليعمل ابناؤنا معهم ويكتسبوا الخبرة منهم، فنحن نريد الخبز ولو كان «نصه».
زوايا:
1 - الفريج المائي يعطي صاحب القرار رؤية واضحة اننا امام مسؤولين عاجزين عن تقديم ما هو مشرف.
2 - ان صح خبر نقل فعاليات الفريج بربع مليون دينار على تلفزيون الكويت فنحن لسنا امام سوء ادارة بل امام فساد قبيح جدا.
تعليقات