علينا تعيين شركة ادارة مستشفيات غربية.. يقترح على الحويل للإرتقاء بمستوى الخدمات

الأنباء

الزاوية - الغرفة 4 بالعناية المركزة

د. علي الحويل

 

قبل نحو الشهر أدخلت المستشفى لإجراء عملية استئصال الكلية اليمنى المعطلة والتي صارت تشكل عبئا على الكلية اليسرى السليمة، قضيت العشرين يوما الأولى في فحوصات مستمرة استنزفت كل الأوردة السطحية المتاحة لسحب عينات الدم المطلوبة للفحوص وصار اجراء سحب العينات معاناة يومية مؤلمة، ولاحقا فرضت على اطبائي استخدام وريد الرقبة اثناء وبعد العملية على الرغم من الخطورة المصاحبة لهذا الإجراء.

امتدت جراحتي لتسع ساعات كنت اثناءها تحت التخدير العام منوما على جانبي الأيسر مما ادى الى تهتك في عضلات هذا الجانب نجم عنه آلام مبرحة وتقييد شديد في الحركة وانبعاث سموم كيميائية الى تيار الدم، واقتضت هذه العوامل مجتمعة تحويلي الى العناية المركزة بانتهاء العملية، حيث أمضيت في الغرفة 4 تسعة ايام متصلة.

اكتشفت بعد استعادتي بعض العافية اننا انجزنا الكثير في «الاستعداد» لتوفير خدمات صحية متطورة تشهد على ذلك التجهيزات الطبية في غرفتي فهي من الأحدث والأفضل في العالم ويندر وجود مثيل لها في ارقى مستشفياته، فإذا ربطنا هذا بأعداد الهيئة التمريضية والطبية والفنية التي تتطابق مع المعايير المثلى وتزيد عنها للعلاقة العددية بين المريض والهيئة الطبية فإن مثل هذا المستشفى لا شك نادر الوجود في الخدمات الصحية المجانية للدول فأقصى ما يدفعه المريض فيه هو دينار واحد يوميا و10 دنانير تأمين مرتجع لاستخدام الريموت كنترول لجهاز التلفزيون! وفي المقابل سيستمتع بجهاز لوحي يتدلى اليه من سقف الغرفة بأناقة وجمال لاستخدامه الشخصي.

كنت المريض الوحيد في القسم ترعاني 3 نوبات من التمريض صباحية ونهارية وليلية وفي كل نوبة 5-7 ممرضين ورئيس نوبة و5 اطباء عناية مركزة ومثلهم من اطباء الكلى يتناوبون علي على مدار الساعة، بالإضافة الى فنيي المختبر والأشعة والاداريين وفنيي الهندسة الطبية والتعقيم والتغذية وغيرهم، هذه الفرق موفرة لخدمة 9 مرضى هي سعة القسم وأرقد الآن تحت عنايتها منفردا! فما الفرق بيننا وأرقى مستشفيات الغرب؟ الفرق في مستوى جودة الخدمة المقدمة فلو ارتفعنا بمستوى التمريض العلمي والعملي لأمكن اختصار العدد وتجويد الخدمة ويجري هذا على الهيئة الطبية والهيئات المساندة فلا فائدة من وجود مهندسي الأجهزة الطبية ومهندسي التكييف مثلا ما لم يكونوا مؤهلين لإصلاح اعطالها.

لنصل الى المستوى العالي والمنشود من الجودة علينا تعيين شركة ادارة مستشفيات غربية وتحديدا أميركية لكونها الأفضل تقوم طواقمها بإدارة المستشفى وأقسامه ويعين كويتيا مساعدا للأجنبي في كل الأقسام ليكتسب الخبرة اللازمة ليحل محله مستقبلا وليتعامل مع مقتضيات الاعراف المحلية مثل التعامل الوجداني مع المريض وأسرته وهذا النظام معمول به في افضل المستشفيات في العالم ويضمن الاستفادة القصوى من امكانات المستشفى فضلا عن ضمان الارتقاء بمستوى الخدمة وتقليص اعداد مقدميها لتحقيق وفر في التكاليف وتطبيق برامج التدريب والتعلم اثناء العمل مثل نوادي الكتاب والمراجعة الجماعية للحالات المعقدة واجراء الدراسات والأبحاث، ومن ايجابياته ايضا القضاء على الواسطة والتفضيل بين المرضى وتخضع الشركة المديرة الى جهاز مراقبة الجودة الموجود في المنطقة الصحية التي يقع المستشفى في دائرتها، وبهذا نضمن افضل مستوى من الخدمة العلاجية.