الطفل عمران رمز جديد لمعاناة المدنيين في دوّامة الحرب السورية

عربي و دولي

1548 مشاهدات 0


يجلس الطفل السوري عمران ذو السنوات الأربع داخل سيارة إسعاف مغطى بالغبار والدماء تسيل من وجهه، قبل أن يحدق مذهولاً في عدسة المصور محمود رسلان، بعد دقائق على إنقاذه من غارة استهدفت منزله في مدينة حلب.

ويقول رسلان (27 عاماً) لـ “وكالة فرانس برس″ عبر الهاتف من بيروت، “التقطت العديد من صور الاطفال القتلى أو الجرحى جراء الغارات اليومية” التي تستهدف الاحياء تحت سيطرة الفصائل في حلب.

ويضيف “في العادة يفقدون وعيهم أو يصرخون لكن عمران كان يجلس صامتاً. يحدق مذهولا كما لو انه لم يفهم أبداً ما حل به”.

وغزت الصورة التي توثق هذه اللحظة المأسوية مواقع التواصل الاجتماعي الخميس، الى جانب مقاطع فيديو نشرها مركز حلب الاعلامي الموالي للمعارضة، تظهر عمران وهو يجلس على مقعد داخل سيارة اسعاف. الغبار يغطي جسده والدماء على وجهه. يبدو مذهولا ولا ينطق بكلمة. يمسح الدماء عن جبينه بيده الصغيرة ثم يعاينها بهدوء ويمسحها بالمقعد من دون ان يبدي اي ردة فعل.

ويعتبر رسلان أن الطفل “يلخص معاناة الاطفال في حلب الذين يتعرّضون يوميا للقصف حتى وهم داخل منازلهم”.

وكان المصور الفوتوغرافي قريباً من حي القاطرجي، حيث يقطن عمران مع عائلته في الطابق الاول من احد المباني، حين تعرض لغارة جوية.

وتتعرض الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل في حلب لغارات جوية أدت الى مقتل المئات منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين احياء شرقية واخرى غربية تحت سيطرة قوات النظام.

ويوضح المصور “كانت الساعة قرابة السابعة والربع (16:15 ت غ) حين سمعت دوي غارة، وتوجهت فورا الى مكان القصف”، مضيفا “كان الظلام قد حل لكنني رايت مبنى تدمر بالكامل، وقربه مبنى اخر مدمر جزئيا” في اشارة الى المبنى حيث منزل عائلة عمران.

ويروي “كان علينا تخطي ثلاث جثث مع مسعفي الدفاع المدني قبل دخول المبنى (…) اردنا الصعود الى الطابق الاول لكن الدرج انهار تماما”.

وإزاء ذلك، اضطروا للتوجه الى مبنى ملاصق “وسحب افراد عائلة عمران الواحد تلو الاخر من شرفة لشرفة”.

انتشل المسعفون في بادئ الامر عمران ثم شقيقه (5 سنوات) وشقيقتيه (8 و11 عاما) وبعدها الاب والام وجميعهم احياء.

ويتابع رسلان، الذي يظهر وهو يلتقط الصور في شريط فيديو مركز حلب الاعلامي، “عندما وضعوا عمران داخل سيارة الاسعاف، كانت الانارة جيدة واستطعت التقاط الصور”.

ويوضح أن الطفل كان “تحت هول الصدمة لأن حائط الغرفة انهار عليه وعلى عائلته” لافتاً إلى أن والده، وبعد انقاذه رفض التقاط الصور، أو الكشف عن شهرة العائلة.

وبحسب رسلان، فإن “هذا الطفل كما سائر أطفال سوريا هم رمز للبراءة ولا علاقة لهم بالحرب”.

من جهتها، اعتبرت واشنطن أن عمران يمثل “الوجه الحقيقي” للحرب”.

وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي “يبلغ من العمر خمس سنوات تقريباً. هذا الفتى الصغير لم يعرف يوماً في حياته إلا الحرب، والموت والدمار والفقر في بلاده”.

وتعيد صورة عمران إلى الأذهان لناحية رمزيتها صورة الطفل آلان الكردي، اللاجئ السوري ذو الأعوام الثلاثة، الذي جرفته المياه بعد غرقه إلى أحد الشواطئ التركية في ايلول/سبتمبر. وتحولت صورته رمزاً لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين في زوارق الموت باتجاه أوروبا.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً بدأ في اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، تطورت لاحقاً إلى نزاع متشعب الأطراف، أسفر عن مقتل أكثر من 290 ألف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك