اسمعوا للشعب الذي يتألم من الأوضاع السيئة بسبب سوء ادارتكم.. عادل الرومي مخاطبا أصحاب القرار

النهار

نبض القلم- المطبلون للحكومة الرشيدة

د. عادل الرومي

يقال ذهب المتوكل يوما للصيد، فرمى عصفورا فلم يصبه، وكان الوزير خلفه فقال له: احسنت يا مولاي، فرد عليه الخليفة بغضب: اتهزأ بي، فقال الوزير: لا يا مولاي، لقد احسنت الى العصفور ولم تقتله.

رواية المتوكل مع وزيره تشبه حال المطبلين حول الوزراء من اصحاب القرار من البطانة المنافقة والفاسدة التي تؤثر على قرارات الحكومة المصيرية، فالمطبلون يريدون ان يستمر الظلم على المواطن لكي يبرروا له، ويريدون ان ينتشر الفساد في كل اجزاء البلد وفي كل قطاعاتها لكي يبرروا له، يريدون ان تستمر الحكومة في تقصيرها على المواطن حتى يبرروا له، وهم أنفسهم يريدون ان تستمر مشاكل المواطنين في سوء الخدمات الحكومية في الصحة، التعليم، الاسكان، ارتفاع البطالة، ضعف الاقتصاد، مسح الرياضة، اهلاك المواطن بالرسوم والمصاريف، وغيرها ليستمر المطبلون بخلق التبريرات والمشاركة في اللجان، وعمل الدراسات والاستشارات، وتعيين الكثير من المستشارين المستوردين من الخارج، وبعض المحليين من النوع القرطوعي لتتضخم أرصدتهم وتنتفخ خدودهم وبطونهم.

الذي يزور المجالس والدواوين لا بد وان يسمع استياء عدد كبير من المواطنين من سوء ادارة الحكومة، وضياع مواردها المحققة في سنوات الرخاء لما كان سعر برميل النفط 120 دولاراً، وانتشار الفساد فيها وهروب الذين نعلمهم للخارج والخافي اعظم وامر، والذي يدفع فاتورة ضياع الموارد الفائضة والفساد هو جيب المواطن المسكين الذي أرهقته اقساط القروض والايجارات والمعيشة الغالية.

وكذلك يحمل المواطن مجلس الامة (الحكومي) جزءاً من الاستياء بسبب سماحه بتفشي الفساد بسبب ضعفه الرقابي الواضح في مجلس يفتقد للمعارضة.

رسالتي للحكومة الرشيدة: يا حكومة ويا مسؤولين ويا اصحاب القرار لا تسمعوا للمطبلين حولكم، بل اسمعوا لصوت الشعب الذي يتألم من الأوضاع السيئة التي يمر بها بسبب سوء وضعف ادارتكم.