الكاتب الصحافي وترشيد السلوك الاستهلاكي.. يكتب خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أغسطس 13, 2016, 12:40 ص 533 مشاهدات 0
السياسة
حوارات- الكاتب الصحافي وترشيد السلوك الاستهلاكي
د. خالد الجنفاوي
يُفترض بكاتب الرأي في الصحافة المطبوعة بخاصة أن يطرح قضايا ومشكلات مجتمعه بشكل مستنير وبهدف إيجاد حلول مناسبة فيحرص على استخدام أساليب كتابية تتسم بالمهنية الصحافية، وأن يستعمل معلومات دقيقة وأن يُبدي وجهة نظره بشكل عقلاني متزن بهدف توعية القراء أو للفت انتباه الجهات المسؤولة حول حلول مناسبة أو بديلة لقضايا تهم أغلبية المواطنين، فلا يمكن لأحدهم أن يستغل الفرصة المتاحة له في الكتابة الصحافية لحشد المواقف التأزيمية العبثية أو لترويج أفكار مشوشة ومقترحات خيالية لا تعكس الواقع بهدف الشهرة الإعلامية, أو ربما للاستعداد للترشيح لانتخابات مجلس الأمة! يتوقع القراء من الكاتب الصحافي المحنك أن يصارحهم بالحقائق والوقائع لا أن يستعمل المساحة المتاحة له في الكتابة في صحيفة معينة بقصد السخرية والاستهزاء بخصومه الفكريين أو يستعمل أساليب التهكم ضد بعض المسؤولين الحكوميين والجهات الحكومية, وبعض أعضاء مجلس الأمة، وهي أساليب لا تتناسب إطلاقاً مع المهنية الصحافية المتعارف عليها في عالمنا. وفي سياق ترشيد الانفاق والإصلاح المالي والاقتصادي، حري بالكاتب الصحافي السعي الى تثقيف وتوعية القراء والمشاهدين والمستمعين له حول الوسائل والطرق المناسبة للتعامل مع ظاهرة المغالاة في السلوك الاستهلاكي وكيفية ترشيده على مستوى الفرد والاسرة، وطرق تصميم موازنات اسرية تهدف نحو اتخاذ قرارات شراء عقلانية وكيفية موازنة حاجات الاسرة مع مداخيلها وطريقة صرف الراتب على السلع والخدمات المختلفة بشكل يكفل أكبر قدر من المنفعة للفرد وللأسرة. يمكن للكاتب الصحافي التعامل بمهنية مع موضوع ترشيد الانفاق والاجراءات الداعمة لمسار الاصلاح المالي والاقتصادي بتقديم تصوراته ونقده الصحافي المستنير حول طبيعة الاصلاحات التي يتم تطبيقها في عالم اليوم من دون أن يضطر للتخلي عن مسؤولياته الرقابية الصحافية فيقدم البدائل المتاحة، إذا وجدت، بينما يعمل على تنوير القراء حول الوسائل والطرق والاليات المناسبة للتعامل مع جوانب معينة من السلوك الاستهلاكي اليومي المبالغ فيه احياناً والذي يمنع تحقيق موازنة فعالة بين مداخيل الأسر وصرفها. لا يصح أن يستعمل أحدهم عموده الصحافي للسخرية وأحياناً لازدراء من يحملون آراء مختلفة حول ترشيد الانفاق والتشكيك في نواياهم ودوافعهم الشخصية، فعقول الأمة وكتابها الصحافيين من المفترض أن يستمروا يجتهدون للبحث عن الحقيقة, ويقدموا المقترحات العملية والبدائل المتاحة لمواجهة أزمة مالية واقتصادية تعاني منها أغلب دول وحكومات العالم وأجبرتها على تطبيق إجراءات ضرورية لإعادة هيكلة أنظمتها المالية والاقتصادية.
تعليقات