التوافق الخليجي ـ الايراني هو الخيار العقلاني الممكن تطبيقه.. بوجهة نظر علي الحويل
زاوية الكتابكتب أغسطس 13, 2016, 12:35 ص 474 مشاهدات 0
الأنباء
الزاوية - ظريف.. دعوة للسلام!
د. علي الحويل
في تغريدة له، قال السيد جواد ظريف وزير خارجية ايران ان «الارهاب تجاوز الخطوط الحمراء للسنة والشيعة وكليهما سيبقيان ضحايا له ما لم يقفا متحدين امامه»!
في هذا التوقيت الذي بلغ فيه الخلاف الايراني- الخليجي حدا حرجا اثر حادثة التدافع في موسم الحج الماضي والتي تلاها خروج مظاهرات غاضبة في طهران وقم، اقدم خلالها المتظاهرون على حرق القنصلية السعودية! فكانت ردة فعل المملكة وبعض دول مجلس التعاون اغلاق سفاراتها في ايران وسحب السفراء، تلا ذلك تصعيد ايراني آخر عقب اعدام السعودية لمجموعة من المدانين قضائيا ومنهم شخصية شيعية سعودية شهيرة اغضب ايران اعدامها، وصدرت عن كبار مسؤوليها احتجاجات شديدة اللهجة ضد المملكة، الامر الذي اثار غضبا سعوديا اذ اعتبرت المملكة ردة الفعل الايرانية تدخلا غير مقبول في شأن داخلي لها! سبق هذا اكتشاف خلايا سرية نائمة في الكويت والسعودية وثبت وجود دور محوري لايران في تشكيلها وامدادها بالسلاح وتدريبها على قلب نظام الحكم، واسهمت الحالة اليمنية المتقلبة في مزيد من تعقيد الوضع الايراني ـ الخليجي.
ان دول الخليج مطالبة بالاهتمام بتغريدة السيد ظريف وتحديد ماهيتها، أهي دعوة لتجاوز الجفوة والجلوس لمفاوضات تهدئة الاجواء وتجميد الخلافات، ام ان الدافع لها ما شهدته ايران من تحركات الاحتجاج والتذمر العمالية التي طالبت حكومتها بالتوقف عن التدخل في الشأن العربي وشؤون دول الاقليم، وما حجم الفائدة التي ستعود على دول الخليج من تجميد الخلاف وإحلال السلام ولو المؤقت او المرحلي بين الطرفين واخيرا ما مدى جدية دعوة ظريف واستعداد القيادة الايرانية للالتزام بها؟! في الاجابة الواضحة على هذه التساؤلات تكمن جدوى التفاوض والتهدئة مع ايران.
كنتيجة للاعمال الارهابية المتكررة التي طالت اوروبا وادت إلى استفزاز شعوبها ضد الاسلام والمسلمين وتحديدا ضد العرب السنة الذين لم يعد بامكانهم الركون الى التعاطف المعتاد من تلك الشعوب.
عند شروع اميركا في تنفيذ برنامج اعادة تقسيم الدول العربية وفرض النظام العالمي الجديد عليها، ولا شك ان حالة التوتر بين دول الخليج وايران تعطي مبررا اضافيا للبدء في مشروع التقسيم بافتعال الحروب الطائفية في هذه الدول (الفوضى الخلاقة)، وفي واقع معاناة اقتصادات دول ضفتي الخليج جراء تدهور اسعار النفط، ولما في حالة الاستقرار السياسي بينها فرصة لتقليص مصاريف التسلح وتوجيهها نحو مشاريع التنمية والابقاء على نفس مستوى الرخاء الذي تعيشه شعوبها نجد ان التوافق الخليجي ـ الايراني هو الخيار العقلاني والوحيد الممكن تطبيقه.
من أهم ايجابيات التقارب الخليجي ـ الايراني الآنية والمستقبلية زيادة التبادل التجاري وتطور تجارة اعادة التصدير بين ضفتي الخليج وتوحيد السياسات النفطية والتكامل في الصناعات خاصة النفطية منها وتكوين رؤية اقليمية خاصة في السياسية الخارجية وتكوين قوة فاعلة في هذا الجزء المهم من العالم تسهم في رخاء البشرية.
يبقى السؤال المهم هو: هل بلغت دول ضفتي الخليج النضج الكافي لتتعايش في سلام؟ وهل لدى الشعوب الرغبة والقدرة على استيعاب هذه القفزة الحضارية الاهم في تاريخ الاقليم والمنطقة على الاطلاق؟!
تعليقات