خطى الشر من حولنا تتسارع.. صلاح الساير محذرا

الأنباء

السايرزم- في ظلال الدولة العتيقة

صلاح الساير

 

خطى الشر من حولنا تتسارع بعكس خطوات الخير المتثاقلة والمرتبكة والحائرة في أي الاتجاهات تسير.

فالجميع يشهد سرعة تحشد عوامل الضغط وتفاقم اسباب الاختناق، في الوقت الذي نشهد بطء حركة الاستحقاقات الإصلاحية، فالتعليم لم يزل يغط في مرقده، والشفافية تترنح، ومفهم الدولة غائب، والمواطنة مغيبة، ومفاعيل ثقافة التسامح معطلة، والإعلام مرتبك بعد ان داهمه الإعلام الاجتماعي «العنكبوتي» فارتج عليه الأمر، وما عاد يعرف «كوعه من بوعه».

****

كي نعرف ما يتوجب علينا فعله، علينا أن نعي حقيقة الزلزال الذي حدث في منطقتنا.

ذلك ان جحيم الربيع العربي أسقط جزءا كبيرا من النظام العربي القديم الذي فقد مبررات وجوده مع انتهاء الحرب الباردة، ومن المعقول والمنطقي أن يكون هذا السقوط المدوي مقدمة للشرق الأوسط الجديد الذي يتطلب قيام نظام عربي جديد وحديث، يتعين علينا (نحن في الدول الخليجية) التماهي مع حداثته ومجاراتها، كي لا نصبح زائدة دودية في ذلك النظام.

وقديما قيل «العاقل خصيم نفسه».

****

لا أعني التحول إلى «جمهوريات» لا سمح الله، ولا حتى التوغل في تيه الصناديق الانتخابية.

بيد ان الفطنة والحيطة والشواهد تستدعي سرعة التحديث واستخراج شهادة ميلاد للدولة الحديثة، وامتلاك اللغة والأدوات العصرية التي تمكننا من التفاهم مع العالم، بيد أن أكثرنا لم يزل يتثاءب في ظلال الدولة العتيقة، وخرائب المفاهيم الرثة، متغافلين عن أن «السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة».