من الصعب فك ارتباط الرياضة عن السياسة.. هكذا يرى فيصل الشريفي
زاوية الكتابكتب أغسطس 11, 2016, 11:11 م 373 مشاهدات 0
الجريدة
زوايا ورؤى-من الرياضة تمر السياسة
د. فيصل الشريفي
من الصعب فك ارتباط الرياضة عن السياسة كما هي حال الدين مع السياسة، فكل واحدة تكمل الأخرى أو هكذا هي الحال في الكويت بسب كثرة تداخل المنافع والمصالح، لذا هذا الملف لا يمكن حله إلا من خلال توافق أطراف النزاع، وغير هذا الكلام 'مأخوذ خيره'، وبطولات وهمية لن تغير من قرار وقف الإيقاف شيئاً.
الصراع الرياضي لم يكن وليد الساعة، بل إن بداياته كانت منذ أيام الشهيد فهد الأحمد، ومن نادي القادسية الإرث الذي ورثه أبناؤه من بعده، والذي ما زال يدفع فاتورته الشارع الرياضي حتى وصلت الحال إلى دخول رياضيي دولة الكويت تحت علم الأولمبياد، لتؤكد فشل الحكومة في السيطرة على هذا الملف رغم كل الحشد النيابي الحكومي والوعود التي أطلقوها.
لست في موقع المدافع عن أحد، لكن كل حل يفرض من خارج إطار التفاهم لن يزيد الطين إلا بلة، وسياسة 'الكل يدني النار صوب قرصه' أضحت واضحة للعيان ما دام هناك من يتمسك بالرياضة لا حباً فيها بل بمنافعها التي تؤمن الغطاء الشعبي، ومن ثم الوصول إلى القبة البرلمانية مركز النفوذ.
اليوم الكل يرمي بالكرة على الآخر دون أن نجد من يتحمل التبعات السياسية التي حرمت الشباب الكويتيين من رفع علم بلدهم في أكبر محفل دولي، وكأن الموضوع ليس رمزا للوطن أو ذا قيمة معنوية، فهناك من سبقهم بالقول إن علم الكويت 'خرجه' أو ذاك الذي لم يقف للسلام الوطني بحجة البدعة دون محاسبة.
ولسان الحال يقول:
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
هل المطلوب أن نصمت ولا نتكلم لعيون فلان؟ أو نصمت لأننا تعودنا على الصمت؟ أو نكتفي بكم تغريدة في 'تويتر'؟ أم ننتظر دور الانعقاد القادم لمجلس الأمة ليقول نوابنا ما في خاطرهم لرفع الكلف عنهم؟ الكثير من بلدان العالم تسيطر حكوماتها على الرياضة، فلا انتخابات ولا غيره، ومنها بعض الدول العربية وهي حتماً ليست بمثال يحتذى به، لكن وبعد أن كشفت الرياضة الكويتية كل أوراقها وفرض أبناء الشهيد قوتهم في الداخل والخارج، يظل تعديل القوانين المحلية لتتناسب والقوانين الدولية الطريق الوحيد للحل، بشرط تفعيل الرقابة المالية على الصرف في الأندية والاتحادات، وإن من يثبت عليه التجاوز يحال إلى النيابة.
منطلقات الرياضة في العالم تغيرت وأصبحت جزءا من التنمية والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، ونحن ما زلنا نبحث عن كبش فداء نعلق عليه تراجع ترتيبنا العالمي والقاري على كل المستويات؛ بسب صراعات بدأت بين شيوخ وتجار وانتهت بين أبناء العمومة.
ودمتم سالمين.
تعليقات