بالوثائق هكذا إنهزمت القيم الإخلاقية أمام الواسطة

محليات وبرلمان

4839 مشاهدات 0


 

في المقالة السابقة شرحنا كيف إعتمدت وزارة الإعلام إسلوب الواسطة في إسناد برنامج عن الإنتخابات الأمريكية لعضو هيئة التدريس في قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي بعد أن كانت الوزارة نفسها قد كلفت ،وبكتاب رسمي من وكيل وزارة الإعلام  طارق المزرم ، الدكتورة حنان الهاجري القيام بإعداد وتقديم هذا البرنامج بترشيح من الوكيل المساعد لشؤون الأخبار محمد بن ناجي

للمزيد من التفاصيل:

https://t.co/6zWbqeowtV

ولأن تلفزيون الكويت ليس ملكا شخصيا لوزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود كان من المهم مواصلة البحث في هذا الموضوع لمعرفة من تسبب في هذا الخطأ المهين لوزارة الإعلام وطاقمها ، مع ملاحظة أن الحديث لن يتطرق للدكتور عبدالله الشايجي لأنه ليس بموظف عام ، وما يبدر منه من قصور وهدم لآليات دولة المؤسسات أمر يحاسبه عليه طلبته أولا فالمجتمع المدني ومؤسساته .

هذه القضية التي قلت سابقا إنني شاهد عيان  على أحداثها  ستكون كما اللعنة التي ستلاحق كل من تسبب بها إلى أن يبادر صاحب القرار بحل يعيد الإعتبار للعمل المؤسسي وهو في هذه الحالة إسناد تقديم البرنامج لأهل الإختصاص من مذيعي تلفزيون الكويت من دون أن يتم ترسيخ الواسطة علنا وكأننا نعيش في بلد متخلف .

القصة حصلت كما الآتي :

ردا على ترشيح الوكيل المساعد لشؤون الأخبار محمد بن ناجي  وافق وكيل وزارة الإعلام  طارق المزرم على قيام الدكتورة حنان الهاجري بتسجيل حلقة تجريبية يتم تقييمها لاحقا ومن ثم إصدار القرار النهائي .

ولم يكن هناك  في حينها أي عرض مقدم من أي شخص آخر ولو كان هناك عرض مقدم من الدكتور عبدالله الشايجي لما تم إصدار هذا الكتاب من الوكيل طارق المزرم .

ولهذا أتى إدعاء الوكيل المساعد محمد بن ناجي ، في رده المكتوب على الدكتورة حنان الهاجري عن سبب إلغاء تكليفها  بأن هناك عرض قدمه دكتور عبدالله الشايجي  تزامن مع العرض الذي قدمته  ،بأنه كلام قاله بن ناجي  نتيجة للضغوط التي تمت ممارستها عليه لتمرير واسطة الدكتور عبدالله الشايجي وإلغاء تكليف دكتورة حنان الهاجري .

بعد ذلك قامت الدكتورة حنان الهاجري بإعداد الحلقة وتسجيلها في إستديوهات وكالة الأسوشيتدبرس  في واشنطن وتحملت تكاليف التنقل والسكن من حسابها الخاص .

وبعد ذلك ورغم تحمس مسؤولي وزارة الإعلام للتعاون مع الدكتورة حنان الهاجري على إعتبار أنها متخصصة في النظام الرئاسي الأمريكي  وفقا لتخصصها الأكاديمي  تم التدخل من واسطة قوية لينتقل تقديم البرنامج للدكتور عبدالله الشايجي .

والسؤال هنا : من هو الواسطة الذي تسبب إستبدال تكليف قانوني بتكليف ' واسطاتي' ؟ هل  هو وزير الإعلام نفسه الشيخ سلمان الحمود ؟ أم وكيل الوزارة طارق المزرم ؟ أم شخصية نيابية نافذة ؟

هل وصل بِنَا الحال في الكويت أن يتم تجاوز اللوائح والقوانين أو التلاعب بها من أجل تمرير واسطة فلان وعلان علنا ومن دون ذرة حياء ؟

ألا يشعر  بالخجل كل من إعتدى على حق المواطنة الدكتورة حنان الهاجري في أن تحظى بالإحترام من قبل وزارة الإعلام ، وألا تتعرض لمثل هذا الوضع السىء ؟

هل يظن البعض أن الكويت مجرد ' كيكة' له أن يلتهم من يشاء على إعتبار أنها مرحلة شراء الولاءات ؟

الخسارة الحقيقية أن يخسر الإنسان نفسه فيتحول إلى جزء من حالة الفساد بدلا من أن يكون الدرع التي تحمي البلد من شرورها ؟

كما قلت في المقالة الأولى هذه قصة قصيرة كان لابد من توثيقها للتاريخ،  ووضعها أمام المجتمع وتحت رقابة القضاء لكي تكون محاولة تحتذى لوقف هذا العبث في القيم الأخلاقية التي إن غابت فقل على الدولة السلام .

وفي ما يلي صورة ضوئية من الكتاب:

 

 

بقلم داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك