كيف تمضي الحياة في غزة؟ كيف ستحاول حماس التصدِّي لتوغل إسرائيلي محتمل؟
عربي و دوليرغم الغارات المكثفة:صواريخ المقاومة مازالت تسقط على مدن الاحتلال والمستعمرون يفرون للملاجئ
يناير 3, 2009, منتصف الليل 390 مشاهدات 0
(( الآن)): تقارير ووكالات
اعترفت مصادر الاحتلال الإسرائيلي بسقوط أكثر من 430 صاروخا فلسطينيا وقذيفة هاون، منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة السبت الماضي. وأدى القصف الفلسطيني إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين ونائب ضابط في جيش الاحتلال بالاضافة إلى إصابة 40 آخرين، حسب اعترافات الإعلام الإسرائيلي.
ورغم مضي ثمانية أيام على العدوان الصهيوني الهمجي على مختلف المناطق في قطاع غزة، وضرباته الجوية التي طالت المقرات والمساجد والبيوت، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية لا تزال تقذف المدن الإسرائيلية بالصواريخ وقذائف الهاون، في مؤشر على اصرار هذه المقاومة على المضي في طريق الجهاد والذود عن ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل في القطاع الصامد.
ومنذ صباح اليوم السبت اعترف العدو الإسرائيلي بسقوط ثمانية صواريخ على مواقع في دولة الاحتلال، بينها صاروخ سقط على منزل في عسقلان مما أدى إلى اندلاع النيران فيه، وإصابة عدد من الأشخاص بحالة من الهلع، كما سقط صاروخ آخر على منزل على شاطي عسقلان وأحدث دماراً بالمبنى، فيما سقط صاروخان على نتيفوت واثنان اخران على سديروت وآخران على تجمع اشكول الاستيطاني.
في المقابل، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق مجموعة من الصواريخ من بينها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي أعلنت مسؤوليتها عن استهداف سديروت بصاروخين من طراز 'قدس'، حيث اعترف العدو بسقوطهما في المجلس الإقليمي 'شعار هنيغف' بالبلدة، زاعماً عدم وقوع إصابات أو أضرار.
كما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بأنها بعد مرور أسبوع على المعركة التى تصفها بـ'معركة الفرقان' تمكنت من اطلاق أكثر من 300 صاروخ أي بمعدل 44 صاروخا يوميا.
كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد أيمن جودة، مسؤوليتها عن قصف مبنى المخابرات الصهيوني في كيسوفيم صباح اليوم السبت، بثلاث قذائف هاون عيار 100 مل.
واعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مسؤوليتها عن قصف كيبوتس نير عوز شرق مدينة خان يونس بصاروخين من طراز ناصر، مساء امس الجمعة.
كما اعلنت الوحدة الصاروخية التابعة لكتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد (أيمن جودة)، مسؤوليتها عن قصف سديروت بصاروخين من نوع مقاومة المطور، مساء امس الجمعة.
وقالت الفصائل الفلسطينية في بيانات متفرقة: إن استمرار اطلاق الصواريخ يأتي رداً على المجازر الصهيونية في قطاع غزة، وتأكيداً على خيار المقاومة والجهاد'.
في نفس السياق، اعترفت منظمة مزارعي الخضار الإسشرائيلية بأن مجمل الخسائر اللاحقة بالمحاصيل والمعدات الزراعية في جنوب دولة الاحتلال منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وردود المقاومة الفلسطينية على هذا العدوان قد بلغت نحو نصف مليار شيكل.
وقال سكرتير المنظمة إن وزيري المالية والزراعة في دولة الاحتلال وعداه بإطلاق مسار تعويض خاص للمزارعين الصهاينة في المنطقة الجنوبية من دولة الاحتلال أسوةً بما تم في شمال فلسطين المحتلة خلال حرب لبنان الثانية مع حزب الله صيف 2006.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى 438 بعد استشهاد مقاتلين اثنين من كتائب عز الدين القسام الليلة الماضية، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 2282.
ونفت مصادر فلسطينية في غزة أن يكون الهجوم البري قد بدأ كما ردّدت بعض وكالات الأنباء ليلة أمس، وأشارت أن ما حدث هو دخول قوة إسرائيلية خاصة في منطقة خان يونس واشتباكها مع المقاومة التي قضفتها بقذائف الهاون، وحدث اشتباك مشابه شرقي مدينة غزة بين كتائب القسام والقوات الإسرائيلية الخاصة.
وقال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس مالكا إن إسرائيل حصلت من دول أوروبية وجهات دولية أخرى على مهلة لمدة أسبوعين لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
ونقلت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي عن مالكا قوله إن جهات دولية، لم يحدّدها، أبلغت إسرائيل أن لديها مهلة أسبوعين لإنهاء كافة عملياتها العسكرية التي خططت لها، وأنها ستتعرّض بعد ذلك لضغوط كبيرة جداً لوقف الحرب.
وتابع مالكا أنه بعد انقضاء هذه المهلة فإن الدول العربية ستبدأ في ممارسة ضغوط دولية من أجل وقف الحرب.
وأشار مالكا الى أنه في حال 'وقع خطأ' خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية وخصوصاً القصف المدفعي، في إشارة الى تسبّب سقوط قذيفة بمقتل عدد كبير في الفلسطينيين، 'فإن اللوبي العربي وجهات دولية خصوصا في أوروبا ستبدأ بممارسة ضغوط تطالب إسرائيل بوقف الحرب فوراً'.
وشدّد مالكا على أن 'بنك الأهداف' الفلسطينية لدى الجيش الإسرائيلي ما زال مليئاً بالأهداف، التي تتمثل بنشطاء وقياديين فلسطينيين ومقرّات تابعة للفصائل في القطاع.
ويقول مراقبون ان الهدف الرئيسي لمساعي التهدئة هو لاخرج إسرائيل من الورطة الراهنة والتي تتمثل بعجزها عن تنفيذ التهديدات بشن هجوم بري.
ويرجح ان تقترح الوساطات وقفا شاملا لاطلاق النار يتضمن تعهدا من جانب حماس بعدم إطلاق صواريخ، مقابل فتح بعض المعابر لدخول الامدادات الانسانية.
وتمهيدا لقبول الفشل في العملية الراهنة، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني السبت إن إسرائيل قد تهاجم قطاع غزة مرة أخرى إذا أخفق الهجوم الحالي في وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية عبر الحدود على إسرائيل.
وأضافت ليفني مرشحة رئاسة الوزيرة في انتخابات العاشر من فبراير لتلفزيون القناة الثانية الإسرائيلي 'آمل أن تتمخض العملية عن هدوء على المدى البعيد. وبمجرد أن يطلقوا النار فسنرد بقوة عظيمة'.
وتابعت 'ربما يحتاج الأمر لعدة عمليات في هذا الصدد. ولكن أمامنا صراع طويل.. وعلينا أن نتحرك بقوة من وقت لآخر'.
ويبدي الاتحاد الاوروبي، اول جهة اجنبية مانحة في الاراضي الفلسطينية، قلقه خصوصا حيال الوضع الانساني في قطاع غزة الذي يتعرض لغارات اسرائيلية منذ 27 ديسمبر/كانون الاول الفائت في محاولة لوقف اطلاق صواريخ حركة حماس على المدن الإسرائيلية.
تساؤلات
وهناك تساؤلات كثيرة عما يجرى فى غزة، أولاها كيف تمضي الحياة في غزة؟
هناك نقص في الطعام لا سيما الارز والطحين (الدقيق) والسكر ومنتجات الألبان، ويرجع هذا جزئياً الى الحصار.ولا تعمل الكهرباء الا لفترة تتراوح بين ثلاث وست ساعات في اليوم، ولا نقص في المياه كما أن المدينة لا تعاني من اظلام تام في الليل.
وليست في المستشفيات أسرَّة كافية ولا أدوية تكفي لعلاج الجرحى، وتعاني من نقص خطير في حوالي 70 نوعاً من الادوية لأمراض خطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي.
ولا يستطيع الفلسطينيون مغادرة القطاع الا اذا سمحت لهم اسرائيل أو إذا كان لديهم الاستعداد للمخاطرة في رحلة محفوفة بالمخاطر الى مصر عبر أحد الانفاق.
وقد سمحت اسرائيل لبضعة مئات من حاملي جوازات السفر الاجنبية بالمغادرة وقبلت 16 فلسطينياً على الاقل لتلقي العلاج الطبي الخاص.
ووضع السكان في مدينة غزة أشرطة لاصقة على زجاج النوافذ تحسباً للتفجيرات التي تحطم الزجاج.
ويخشون الخروج والذهاب الى المساجد التي قد تكون هدفاً للاشتباه في أنها مستودعات أسلحة لحماس أو مراكز للقيادة كما يخشون العيش بجوار أي شخص يتلقى تحذيراً تليفونياً من القوات الجوية الاسرائيلية يطلب منه 'الخروج من المنزل لانه سيقصف'.
هل ستشنُّ اسرائيل هجوماً برياً؟
هذا سؤال كبير طرح على مدى أيام عديدة مع تزايد الشائعات بأنه محتمل أكثر من أي وقت مضى وأنه بات وشيكاً هذه الساعة، فالدبابات والمدفعية والقوات وناقلات الجند المدرعة تحتشد عند نقاط عديدة على الحدود مع غزة التي يبلغ طولها 40 كيلومتراً بالاضافة الى مصفحات لإزالة الألغام وجرافات لفتح طريق عبر دفاعات حماس.
ما الذي قد يؤجِّل الهجوم البري؟
قبل أيام قليلة قلل هطول الامطار الغزيرة احتمال حدوث الهجوم البري لان الحقول في هذا القطاع الساحلي تحولت الى وحل، لكنها أصبحت جافة ليومين الآن.
ومن الواضح أن اسرائيل ترغب في تحقيق أهدافها دون أن تضطر الى ارسال قوات الى غزة حيث من المحتمل أن يقتل بعضهم وهي مخاطرة سياسية كبيرة بالنسبة للزعماء الاسرائيليين قبل ستة أسابيع من الانتخابات العامة.
ومن ناحية أخرى تعهدت اسرائيل بوقف الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على اسرائيل ولا تريد أن تنسحب دون انجاز هذه المهمة.
وجرى نفي تقارير أفادت بأن قادة الجيش حصلوا على ضوء أخضر للمضي قدماً في الهجوم البري في الوقت الذي يختارونه.
كيف ستحاول حماس التصدِّي لتوغل؟
يعتقد أن الحركة زرعت ألغاماً ونصبت شراكاً في أرجاء قطاع غزة لاستخدامها ضد المدرعات والمشاة ولدى حماس عدد لا يقل عن 25 ألف مقاتل مدرب.
وغزة واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على الأرض، وقد تواجه اسرائيل حرباً صعبة في المناطق الحضرية في مواجهة مع قوات حماس الذين يعرفون طريقهم في متاهات الشوارع والطرق الخلفية.
هل لا يزال التوصل الى هدنة ممكناً؟
حثَّت كل من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية وروسيا وتركيا على وقف لاطلاق النار.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان واشنطن تعمل على التوصل الى هدنة مستمرة وأصرت على ضرورة أن تتوقف حماس عن اطلاق الصواريخ أولاً.وقالت انها لا تعتزم زيارة المنطقة.
ومن المقرر أن يبدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مهمة سلام الاثنين كما انه من المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى القدس.
ورفضت اسرائيل نداءات لوقف اطلاق النار لمدة 48 ساعة للسماح بدخول مساعدات انسانية قائلة انها تسمح بدخول كميات كافية من الطعام والدواء.ولكن الزعماء منقسمون بشأن المسار الذي يتعين اتخاذه في أعقاب هجوم بري محتمل.
ويقول البعض ان وقفاً لاطلاق النار تدعمه الأمم المتحدة والقوى الكبرى سيكون الافضل.ويقول آخرون انه سيقيد فحسب أيدي اسرائيل اذا استمر اطلاق الصواريخ.ويعتقدون أن المسار الافضل هو وقف لاطلاق النار من جانب واحد ولكن عندما تقتنع اسرائيل بأن زعماء حماس تلقوا الرسالة التي مفادها 'ابدأوا من جديد وسنضربكم من جديد'.
تعليقات