مجلس الامن ينقسم حول تبني مشروع قرار عربي يدعو لوقف العدوان على غزة
عربي و دولييناير 1, 2009, منتصف الليل 372 مشاهدات 0
اجتمع اعضاء مجلس الامن الدولي مساء امس في جلسة طارئة بناء على طلب المجموعة العربية للدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار وتهدئة الوضع الانساني في غزة وسط تحذيرات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بأنهما ستستخدمان حق النقض مشروع القرار العربي الذي اعتبرتاه 'غير متوازن'.
وانقسم اعضاء المجلس الى فريقين الاول والمكون من الدول الغربية دافع عن 'حق اسرائيل بالدفاع عن النفس' ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والهجمات الصاروخية التي تتعرض لها معبرين عن رفضهم لمشروع القرار العربي.
من جانب اخر دان الفريق الاخر المكون من ليبيا والدول أعضاء حركة عدم الانحياز ومن بينها اندونيسيا 'الاستخدام المفرط وغير المتناسب والعشوائي للقوة' معربة عن استعدادها لدعم المشروع.
وخلال الاجتماع الذي عقد في وقت متأخر امس بحضور السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون واعضاء مجلس الامن على مستوى السفراء وزعت ليبيا مسودة مشروع القرار على اعضاء مجلس الامن لدراسته تمهيدا للتصويت عليه خلال الأيام القليلة القادمة في انتظار تصويت مجلس الامن خلال اجتماع بهذا الشأن في المستقبل القريب والذي سيحضره بعض وزراء الخارجية العرب.
وتنص الفقرة السابعة من مشروع القرار العربي على ان مجلس الامن 'يدين بشدة' الهجمات العسكرية الاسرائيلية ويطالب بوضع حد لعمليات القصف الاسرائيلية على غزة وفتح المعابر الحدودية للسماح بمرور الامدادات الانسانية واستعادة الهدوء وحماية المدنيين.
ويؤكد مشروع القرار في ديباجته 'على أهمية سلامة ورفاه جميع المدنيين وادانة جميع أعمال العنف والارهاب ضد المدنيين'.
من جانه قال مبعوث بريطانيا لدى الامم المتحدة جون سويرز لمجلس الامن ان الازمة الحالية هي 'تذكرة أخرى بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لمشاكل الشرق الأوسط والطريق الوحيد الى الأمام هو من خلال حل سياسي'.
ودعا سويرز المجلس الى لعب 'دور مهم في تحديد الخطوات التي يتعين اتخاذها من جانب الأطراف والتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار' مشيرا الى ان الوفد البريطاني درس مشروع القرار العربي مبديا شكوكه حول امكانية الموافقة عليه.
وقال 'من اجل التوصل الى قرار يحظى بدعم واسع في مجلس الامن فانه من الضروري أن يعكس مسؤوليات جميع الأطراف ويسهم في وقف دائم لاطلاق النار' مؤكدا ان بريطانيا ستعمل من اجل التوصل الى اتفاق وفقا لهذه 'الشروط'.
وعلى صعيد متصل وصف المبعوث الامريكي زلماي خليل زاد في تصريح للصحافيين المشروع بشكله الحالي بأنه 'غير متوازن' ومن ثم 'غير مقبول'.
واعرب عن اعتقاده 'بان أفضل طريقة للمضي قدما ستكون الوصول الى اتفاق بين الطرفين فيما يتعلق بوقف اطلاق النار والتعامل مع القضايا الانسانية' ثم يمكن ان يتبنى مجلس الأمن هذا الاتفاق من خلال قرار 'اذا لزم الأمر
من جانب اخر قال مندوب الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة السفير يحيى المحمصاني في وقت لاحق للصحافيين ان المشروع هو أقل ما يمكن أن تدعو اليه المجموعة العربية نظرا للفظائع التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة.
وقال رئيس المجموعة العربية ومندوب مصر لدى الامم المتحدة مجيد عبد العزيز للصحافيين ان المشروع مفتوح لاجراء المداولات وتقديم تنازلات من كلا الجانبين مضيفا ان كلمة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) 'من الناحية القانونية لا يمكن أن تضاف الى المشروع لأن (حماس) ليست دولة'.
واضاف ان خبراء المجلس في شؤون الشرق الأوسط سيبدؤون النظر في المشروع في وقت مبكر يوم غد الجمعة.
من جانب اخر دعا السكرتير العام بان كي مون في كلمته الافتتاحية امام المجلس الى انهاء القتال الدائر في غزة مشددا على ضرورة 'وضع حد (للقتال) الى الأبد' محذرا من انه اذا تصاعد الصراع في قطاع غزة لمرحلة متقدمة وربما لمعركة برية فان مستقبل عملية السلام سيكون عرضة لمزيد من المخاطر.
وقال ان نسيج غزة ومستقبل عملية السلام والاستقرار في المنطقة وحسن النية بين الناس في جميع أنحاء العالم جميعا محاصرة بين 'اللامسؤولية التي تظهر من خلال الهجمات الصاروخية العشوائية التي يطلقها نشطاء حماس والاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة المستمر من خلال العملية العسكرية الاسرائيلية'.
واعرب السكرتير العام عن 'قلقه العميق' من ان دعوة مجلس الامن يوم الاحد الماضي لوضع حد لأعمال العنف قد ذهبت أدراج الرياح مشددا على ضرورة 'أن يتحقق ذلك الآن' مضيفا 'يجب على الطرفين التراجع عن حافة الهاوية وكل هذا العنف يجب ان يوضع له حد'.
واضاف 'دعوني اكن واضحا انني ادين بشكل لا لبس فيه وبأشد لهجة ممكنة الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها حماس وغيرها من المسلحين الفلسطينيين لكنني ادين كذلك الاستخدام المفرط للقوة من جانب اسرائيل'.
ودعا جميع الأطراف الى معالجة الاحتياجات الانسانية والاقتصادية المتدهورة في غزة واتخاذ التدابير اللازمة لضمان استمرار الامدادات الانسانية وحث المجتمع الدولي ولا سيما دول المنطقة لممارسة تأثيرها على الأطراف لوضع حد لهذا العنف الآن.
ورحب بان بالجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي والقادة العرب مستدركا بالقول 'الا انني لا بد لي أن أكرر .. ان ما تم القيام به لا يكفي وهناك حاجة ملحة الى بذل المزيد' من الجهد.
وخلص الى القول انه 'لا بد من وضع حد للاحتلال ووضع حد للنزاع واقامة دولة فلسطينية'.
ومن جانب اخر قال مبعوث ليبيا لدى الامم المتحدة جاد الله الطلحي للمجلس ان اسرائيل هي التي انتهكت مرارا وتكرارا لمدة ستة اشهر وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية متهما اسرائيل بالقيام بي'الابادة الجماعية وجرائم الحرب' وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
يذكر ان جميع أعضاء المجلس تحدثوا خلال الجلسة التي عقدها مجلس الامن الدولي في وقت متأخر ليلة امس بالاضافة الى مبعوثين من فلسطين واسرائيل ومصر والجامعة العربية.
تعليقات