المجتمعات العربية ليست فيها حرمة للقوانين وينتشر فيها الفساد.. هكذا يرى صلاح الساير
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2016, 11:35 م 375 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم-شاحنة الموت
صلاح الساير
حال ورود الأخبار عن مجزرة نيس، توجس المسلمون العرب خيفة من ان يكون الفاعل «مسلما عربيا» فتلتصق بهم تهمة الإرهاب أكثر، وكان ذلك هو الاحتمال الأرجح.
وبعد أن تأكدت مخاوفهم وأعلنت الشرطة الفرنسية أن السفاح «مسلم تونسي» كادت قلوب المسلمين العرب تغادر صدورهم هلعا وخجلا.
بيد أنه سرعان ما تسربت أخبار عن ميول السفاح، وأنه غير ملتزم دينيا، ومدمن مخدرات، فعاد الهدوء للقلوب الراعشة الراجفة.
****
مع تداعي الأخبار المتفرقة من ساحة المجزرة الفرنسية كانت شاشات الإعلام الاجتماعي (مربد العصر) ترصد بورصة المشاعر المختلفة عند العرب.
ففي الوهلة الأولى وقت كان «داعش» المتهم الأبرز، تصاعدت موجة الهجوم على الثقافة العربية السائدة التي شكلت بيئة حاضنة لـ«داعش»، وللأسف لم يسلم الدين الحنيف من الأذى.
ومع وصول أخبار تفيد بأن السفاح مكتئب ومدمن مخدرات، تولى فريق «الاسلام السياسي» زمام المبادرة، فشنوا هجمات مرتدة على العلمانيين، وأسرفوا في الدفاع عن الثقافة السائدة.
****
المطالبة باستنهاض المجتمعات العربية والشروع بالتنوير وتحديث الثقافة والعقل العربي استحقاق لا علاقة له بمسار الإرهاب في العالم.
كما ان تخلف المجتمعات العربية حقيقة مؤسفة يمكن رصدها من واقع المعلومات والأرقام الواردة في تقارير الحكومات أو المنظمات الدولية، وليس الأمر مرتبطا بجنسيات الانتحاريين في داعش أو ميولهم، فهؤلاء يمكن توفيرهم من منتجات المجتمعات الغربية التي تعج بالمرضى والمنحرفين الذين يسهل على المنظمات الإرهابية التأثير عليهم وتجنيدهم.
****
المجتمعات العربية لا تقرأ، لا تصنع، لا تزرع، وليست فيها حرمة للقوانين، ويندر فيها وجود من يحترم النظام أو يزور المتاحف، وينتشر فيها الفساد، مجتمعات كئيبة تتناهبها ثقافة الكراهية والإقصاء ويهيمن عليها السحر والخوف والقسوة والتحقير، وهي على هذا الحال التاعس منذ زمن يسبق «داعش»، وكذلك المطالبة بالتنوير وتحديث التعليم وإعادة النظر بالثقافة السائدة مطلب قديم يسبق مولد سائق شاحنة الموت الفرنسية.
تعليقات