الشعب هو الأساس في كل شيء..وليد الرجيب معقبا على محاولة الإنقلاب في تركيا

زاوية الكتاب

كتب 338 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة - الشعب هو الأساس في كل شيء

وليد الرجيب

 

ما أن شاهدت الأعداد الكبيرة من أبناء الشعب التركي في الشوارع عبر التلفزيون، استجابة لدعوة الرئيس أردوغان، حتى أيقنت أن المحاولة العسكرية الانقلابية ستفشل حتماً، رغم أن الناس لم يخرجوا بشكل عفوي إلا بعد ما دعاهم أردوغان للخروج، وكان يبدو من ذلك أن الانقلاب لم يسيطر تماماً على البلاد.

فالانقلابيون لم يخططوا جيداً لهذا الانقلاب، وواضح أنها كانت حركة مستعجلة وغير محبوكة، إذ إن الانقلابيين كانوا جزءاً صغيراً من قوام الجيش، كما أنهم لم يستندوا إلى الإرادة الشعبية أو القوى السياسية، إضافة إلى أن الشعب التركي عانى من الانقلابات منذ العام 1960.

فالحركات العسكرية الانقلابية الناجحة، لإسقاط الأنظمة في التاريخ كانت تستند إلى التذمر والغضب الشعبيين، إضافة إلى شعور الأحزاب السياسية بالقهر، مثلما حدث في ثورة 23 يوليو 1952 في مصر، وثورة 14 تموز 1958 في العراق، وغيرهما في تاريخ الانقلابات العسكرية العربية، مع اختلاف قوة العامل الذاتي في كل بلد.

في تركيا حتى أحزاب المعارضة والكتل البرلمانية لم تقف مع هذه المحاولة الانقلابية، لهزلها وضعفها ومحدوديتها، رغم أن عدداً من أحزاب المعارضة، رفضت نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها أردوغان بنسبة 52 في المئة.

ويقول أحد العسكريين الأتراك: إن الانقلابيين اختاروا توقيتاً غير مناسب، إذ في الشهر المقبل أي بعد ثلاثة أسابيع، هناك ترقيات وإحالات على التقاعد في الجيش، وكثيراً من الضباط ينتظر هذه الترقيات، كما أن الشعب الذي عانى من الانقلابات، يخشى من فقدان الهامش الديموقراطي، الذي وفره حزب «العدالة والتنمية»، وكذلك ما لمسه من تقدم اقتصادي وزيادة في الرواتب، وإن كان باتجاه نيوليبرالي.

وقد جاءت ردود فعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي متأخرة، وكأنهم كانوا ينتظرون نتائج المحاولة الانقلابية، بل شككت بعض المصادر الغربية بالانقلاب، واعتبرت أنه مفتعل للتخلص من القضاة وبعض ضباط الجيش غير المرغوب فيهم، والرافضين لتغيير الدستور كي يصبح نظاماً رئاسياً بدلاً من البرلماني.

وقد «استنكر الحزب الشيوعي التركي المعارض محاولة الانقلاب العسكري، وحذر من استغلال حزب العدالة والتنمية لذلك لمزيد من القمع، وقال إنه لا يوجد بديل سوى الشعب»، وقد خرج أردوغان من هذه المحاولة أقوى من قبل وأكثر شعبية، لذا فهو سيحظى بالموافقة الشعبية على أي تغيير يقترحه في الدستور التركي.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك